يجلس محمد فى السياره المرسيدس وحيدا ومن حوله تنطلق الابواق ويخرج الشباب من السيارات المحيطه وهم يصرخون والنساء فى الكراسى الاماميه يزغرطون بينما محمد ينظر اليهم فيبدوا لهم كانهم سدنه جنهم وقد أخذ بهم الجنون مأخذه وهم يزفونه الى أتون محترق فأشاح بوجهه بعيد عنهم وظل غارقا فى عالمه الخاص بينما كانت سيده تجلس فى الكرسى الامامى وأبنها يقود السياره وبين الحين والأخر تنظر الى محمد مبتسمه وتردد
_مبروك يا حبيبى
_الله يبارك فيكى يا ماما
لم يكن يكره فى حياته اكثر من ان يتم اجباره على شيئ وهذا ما يحدث الان سنه باكملها فشلت كل محاولاته فى الرفض ولم تيأس والدته او ترفع الرايه البيضاء فظلت تلح وتلح حتى هددته بان تنقطع عن اخد الدواء ان لم يتزوج بنت خالته فلم يجد بد من القبول وان يبتعد عن حب حياته والتى لم ترضى بها امه عندما فاتحها فى امر الزواج
وفى تلك اللحظه نظر الى ابراهيم الجالس بجواره والذى لازمه من ايام الكليه وابتسم له وهو يتذكر مخططاتهم سويا ولكن هيهات ان تفلح امام كيد النساء الذى توج بالنجاح وفشلت خططهم فى ان يتوج قصه حبه بالنجاح
تتوقف السياره امام الكوافير وينزل الجميع من السياره منتظرين العروسه فتخرج بردائها الابيض ووجها للامام ترمق محمد فى شغف يبادله محمد فى فتور ووجه من الرخام فيضغط ابراهيم على كفه فيحاول ان يغير وجومه الى ابتسامه خفيفه تلاحظها هى فترد عليها بخجل شديد فتشيح بوجهها عنه فتزال الابتسامه عن وجهه وكانها كانت فى ثقل الجبال على نفسه
تقترب منه ووالكل يرمق ذلك المنظر ووالدها يسلمها له ويربت على يده وينظر اليه فى حنان شديد بينما كانت عروسته تنظر للارض وما ان تكون بمحازاه محمد تنظر للاعلى لترى دمعه ترقرق فى عين والداها وتتحرك مع محمد متجهه لسيارته وعندما يقتربوا من السياره يبتعد محمد عنها ليفتح بابه دون ان يفتح بابها الذى كان فى مواجهته فيتدارك ابراهيم الامر ويفتح لها الباب فتنظر فى شيئ من الاستهجان شاركها فيه امها وامه وهما ينظران اليه يتمتم وهو يفتح بابه ويدخل السياره وعندما يدخل تهم اميره ان تتحدث
_حلو المكيا..
يقاطعها بان يفتح الباب ويقف وينادى على اخوه ويقوله
_خلى ابراهيم ادام معانا فى العربيه
ويدخل مره اخرى فيجدها وقد اشاحت بوجها بعيد وعبق عطرها يغرق السياره من الداخل فلم يسالها عن سبب تجهمها وانتظر حتى تأكد ان ابراهيم جلس فى المقدمه
بينما كانت والدته ووالده فى الخارج يبحثون عن سياره اخرى يركبونها فيبادر الاب الام بسؤال بصوت عالى بسبب الضجيج الخاص بالسيارات الماره بجوارهم
_الواد شكله مش مبسوط
_مين قالك بس ده قالى بنفسه انه فرحان وانى اخترتله صح
_يا ساميه هو انا مش هعرف ابنى لما يكون مش مبسوط
_يخويا والنبى متكبر الموضوع
يقطع كلامها اقترب امرأه شقراء تقترب منها وتحتضنها قائله
_الف مبروك يا مدام ساميه
ويبتدئ فاصل من عبارات التهنئه وردوها المحفوظه بينما ابتعد زوجها وهو يتذكر رفض ابنه التام بحجه ان يتزوج من فتاه لا يمكن الرضاء بها ولا يعرف كيف وقع ابنها فى حبائلها واصر اصرارا شديدا على ان ينزوجها وعندما رفض الجميع واصرت امه على اميره وهددت بان لا تاخذ علاجها اضطر اسفا على ان يوافق ولكنه ظل طوال الوقت على وشك الانفجار والرفض المطلق ولكن والدته كانت متعاونه ومتنازله لاقصى حد حتى يتم الزواج ولكنه محتار فى سلوك ابنه هل هو الحب لتلك البنت ام حبه للحريه الذى قدسها ووضع تمثال صغير للحريه فى غرفته اعتزازا بها فهو فى شبابه كان يحلم ويتمنى ان يتزوج فلايعرف ماذا حدث لشباب اليوم
وفى تلك اللحظه كان وصل لسيارته وقد لحقت به زوجته وهى تزغرط وتركب بجواره فتتحرك السباره لتلاحق فيض السيارات والابواق المزعجه التى تذكرك باصوات الهنود عندما يصطادوا صيد ثمين معلنين فرحتهم به
يصل وقد السيارات الى ذلك الفندق وهو مضاء بافضل انواع الزينه وبالون كبير على بابه مكتوب عليه محمد واميره يرمقه محمد فى نوع من الدهشه وهو يحس ان الامر صار اقرب ما يكون لحقيقه ملموسه فيقف واميره تتابط ذراعه ويتقد ببطء وسط اصوات الزغاريط والزفه وهو يشعر كأنه يتقدم لغرفه الاعدام فكل ماحوله ينطق رقصا وفرحا الا هو ينطق حزنا كمدا فهو يشعر بان اليوم ليس يومه وان اسعد ايام حياته ليس الا كابوس يطبق على صدره
يشعر بيد تربت على يده الاخرى فيجد ابراهيم وهو يضحك له تبسما وعينيه تنطق فرحا ممتزح بشعور غريب يشعره محمد ولا يتكلم فيتقدم الموكب ثلاثه اميره ومحمد وابراهيم الى داخل الفندق وما ان يصلا للكوشه وتجلس بجواره وتبدا برامج الفندق لاحتفالات الزفاف ويجلس محمد واجما فلاحظ ان الجميع يرمقونه فيحاول ان يدارى وجومه وان يضحك وبدأ يتغامز مع اميره فى اذنها وهى تضحك معلقا على الفساتين الغريبه والبدل فى لهجه قريبه للهجته الفكاهيه المعتاده
فتبددت النظرات عن حوله فالانظار توجه صوب كل ماهو غريب وبعد قليل تطفئ الانوار وتبدأ اغنيه لمحمد حماقى فى هدوء فيتقدم محمد واميره وكذلك يصطحب ابراهيم سلوى اخت العروس بينما يندفع صوت حماقى فى سماعات القاعه ينعى حبا قد انصرم
لسه بتخاف من الفراق لوتيجى سيرتى
لو شفتى عينى بتبكى هتدمع عينيك
يعنى بيوحشك لو شفت صورتى
بتحس بيا حبيبى لما بحس بيك
ينظر الجميع طالبين تغيير الاغنيه الحزينه ولكن محمد يطالبهم فى الاستمرار بينما تضع اميره راسها فى هدوء على كتفه فيكون وجه مقابل لابراهيم فيجده يردد مع الاغنيه وسلوى مستنده برأسها على كتفه
مين بياخد باله منك بعد منى
فى حضن مين بتحس احساسك فى حضن
مش قصدى حاجه انا بس بطمن عليك
حبيت اسلم اصلك واحشنى
لسه بتخاف
يشعر محمد بشعور يجتاحه واميره فى حضنه فشعر بان لمساتها شوك واقترابها نار فيستاذن منها بانه ذاهب للحمام فتنظر له مستغربه
_حبكت؟
_هو ليه مواعيد ده كمان
فتصمت فينزل يدها من على كتفه فى بساطه ويبتسم ويمضى صوب الحمام فينظر له ابراهيم وينظر بسرعه لاميره فيجد نظرات الوجوم ونظرات المحيطين تتجه صوبها فتقدم الي اخوها بسرعه بعد ان استئذن من سلوى وطلب منه ان يرافق اخته وذهب الى الدى جى مان وطلب منه اغانى شعبى
فرد عليه الرجل
_مش حضرتك طلبت اغانى عاطفيه حزينه للسلو وكده
_ياعم ماهو العاطفى قلبها غم اهوه اديها شعبى ياحج
وتركه بينما كانت اغنيه يانى يانى فى بدايتها ويذهب لاميره ومن تبقى واخذ فى التحرك فى حركات راقصه لفتت له الانظار وهو يرقص شعبى وطلب من الجميع الدخول معه وفعلا امتلئ المكان برواده وهم يرقصون بينما انسحب ابراهيم بسرعه ليذهب مكان ما ذهب محمد ليجد امه وابيه عائدين من نفس المكان وعلى وجهوهم الحزن وقبل ان ينطقا كان ابراهيم نظره نظره مغزاها انه يفهم كل شيئ فدخل فأذا بطرقه طويله وفى اخرها شباك يقف فيه محمد وهو ينفث دخان سيجارته فى عبث وكأنه يلاعب النجوم بدخانه فاقترب ابراهيم صوبه فى صمت وكلما اقترب انزل الستائر المربوطه الى جوانب تلك الطرقه فتنسدل ورائه حاجبه الرؤيه خلفه حتى صار بمحاذاه محمد وخلفه قد انغلقت ستائر كثيره والسماء فى مواجهتهم والنجوم ترصدهم
فاقترب منه حتى لامس ظهره بجسمه كله فانتفض محمد قليلا ولكن ابراهيم هدئ من روعه بقبله على رقبته وازاد من احتضانه له حتى كاد ان يحتضنه كله بداخله واقترب منه اكثر واكثر وهو يقبل رقبته ووجنته ومحمد صامت لا يملك الا ان يمسك بيده فيضغط ابراهيم عليه يده وهو يقبل رقبته فى شبق خفيف ويقترب من اذنه ويهمس
_حبيبى مش هيبطل عبط؟
فيبتسم محمد ويلتفت بجسمه ببطء وهو ملاصق لجسم ابراهيم الساخن حتى صار وجههم متقابلين فخطف من ثغر ابراهيم قبله سريعه ويقول فى ضحكه حقيقيه
_للدرجه دى عاوز تخلص منى؟
يضحك ابراهيم فيقترب من محمد حتى تكاد شفتاهم ان تلامس بعضها فيبتعد مداعبا اياه ويقول له
_يا محمد الى بيحصل ده لمصلحتك واحنا حاولنا على اد منقدر ومعرفناش واخترعنا حكايه البنت الى مش مناسبه دى وبرضه هما اصروا واصرارك على الرفض بسبب حبك ليها مشفعش ليك
ينظر محمد وهو صامت ويحاول ان يتملص من حضن ابراهيم ولكن ابراهيم يزيد من احتضانه له ويفبل شفايفه فى هدوء وكانه يمتص ريحقهم لاخر مره ومحمد يكاد ان يذوب فى اخر قبله لهم وبكاد ان ينتفى عنصر الوقت فى ذلك الوقت فبدت الثوانى لمحات والدقائق لحظات والساعات ثوانى مسرعه والبدر وعيونه تلمح العاشقين وهم على وشك الافتراق وهما فى مقتبل طريقم فلقد عرفا بعض من سنين وولدت قصه حبهم كصداقه تحولت لعلاقه كامله دون ان يكون احدهم له ميول مثليه فلم يتذوقا الا شفتين بعضهم البعض ولم يتشاركا السرير الا سويا ولم يعلم احد بما بينهم ولا بميولهم التى حولها الحب الى ميول مثليه فكان قرار زواج احدهم لصاعقه شجت رؤسهم وحاولوا ان يهربوا منها ولم يستطيعوا
فماكان من ابراهيم الا ان يساير الظروف ويضغط على محمد ليتم الامر وخصوصا انه يعرف ان اميره تحبه وستسعده وفى يوم سابق
وعد محمد ان يقطع علاقتهم الجنسيه بعد الزواج فهو يعرف ان هذه قبلتهم الاخيره وما ان ينتهيا منها حتى يبتعد عن محمد ويعدل هندامه ويتشمم رائحته فيجد ان رائحته قد اختلطت برائحه محمد فى مزيج مدهش بطعم الحب الخفى الذى يجمعهم فينظر له محمد فى نظره يتفهمها محمد
_يالا يا محمد الناس هتلاحظ انك غيبت والاغنيه الشعبى قربت تخلص وان شاء الله الليله هتعدى وهكون عندك الصبح اول متفتح عينيك
يصمت محمد ويتقدم فى هدوء مع ابراهيم وهو يزيح الستائر ليجمعها على الحائط نازعا اغشيه قد سترت حبهم فكانما ترك حبهم للهواء يختبره فى تلك الليله وما ان يدلف ااقاعه ويذهب لاميره التى تتلقاه فى شوق وهى ترقص مع صديقاتها فيضحك لها وينظر وراءه فلا يجد ابراهيم فى القاعه باكملها
ينزل ابراهيم من سيارته الفاخره ويقترب من تلك البنايه وما ان يدلفها ويراها رجال الامن فيبادروه بالتهانى كأنه العريس فيخرج من جيبه بعض النقود ويقوم بتوزيعها ويدخل الاسانسير وينظر فى المرأه وهو يتاكد من الكريم الذى وضعه اسفل عينيه حتى لا يظهر أثر دموع وسهر الليله المنصرمه واخذ يعدل من هندامه وشعره ويحاول ان يرسم اكبر ابتسامه ممكنه ويقف الاسانسير فى الدور المحدد فيخرج منه ليقترب من تلك الشقه التى سهر هو ومحمد على ترتيبها وتاسيسها ودهانه من يوم ان استلماها وهى بلا ادنى تشطيبات فكانت عنوان لذوقهم المشترك فوجد اليافطه التى اهداها له فى عيد ميلاده وقد علاها بعض التراب وهى على الباب فمسحها بيده ورن الجرس
تخرج له اخت اميره وهى تبتسم
_هيما ازيك يا راجل
يضحك بدوره
_ايوه يا موزتى
_موزتك فين بس دنته مطنشنى خالص وخلعت امبارح من غير ماتقولى
_يعنى مطنشك وبصيع منا كنت ملخوم فى فرح اختك
_وادى فرح اختى خلص
_هستنى لما يجى ولى العهد
تضحك سلوى فى جزل وهى تقف ممسكه الباب فينظر لها عاتبا
فتقول وقد فهمت مقصده
_لا مش هدخلك ده بيت اختى
فيزيح يدها فى رفق ويقول
_وبيت اخويا برضه
ويدخل ليجد معظم الاصدقاء المقربين والاهل موجودين وتتوسطهم اميره ومحمد وتعلو ضحاتكهم وما ان يلمح محمد ابراهيم حتى يقوم ويحتضن ابراهيم فى تؤده ويربت على كتفه فيهمس ابراهيم فى اذن محمد
_ايه الاخبار؟
_هقولك على التفاصيل بس نقعد لوحدنا
ويمر الوقت ثقيل حتى تستشعر عقرب الثوانى وهو يتحرك متباطئ حتى يمل الاثنان فيبتعدا عن الموجودين ويذهبان الى غرفه منفصله
فى غفله منهم وقد لم يتبقى رجل معهم ليصحبهم فبدا الامر وكانه شأن رجالى خاص وما ان ينفردا حتى يتعمد ابراهيم ان يجلس مبتعدا حين لمح الباب يؤصده محمد وراءه
فيلاحظ محمد ذلك فلا يبالى ويقترب ويضع كفه على فخذ ابراهيم وهو يحكى له عن تفاصيل الليله الفائته ولا يدرى ان ابراهيم بات ليلته باكيا وهو يدفع غيرته بتخيله لمحمد وهو ينام مع غيره لاول مره حتى وان كان هو من سعى لذلك فبدا ساهما ومحمد يحكى له عن خجله فى بادئ الامر وكيف كان الامر صعبا فى بادئ الامر حتى ظن انه لن ينهيهه ولكنه حاول حتى ادرك الامر وكيف احتضن اميره كما يحتضن ابراهيم ونام فيبتسم محمد وهو يلاحظ شرود ابراهيم ويفترب منه ليطبع قبله سريعه على وجنته ويقول بصوت مسموع
_بس انت حاجه تانيه
يضحك ابراهيم ويقول
_بطل بكش ...اديك فوقت ونورت ورجعت تهزر
_يا حبيبى انا كنت متضايق لانى حسيت انى هبعد عنك
_عليا برضه
_اه منا حاسس انك بترسم على سلوى
_علشان اقرب منك يا عبيط
_يعنى لسه بتحبنى
_لا طبعا
يضحك محمد جدا ويقترب من ابراهيم حتى يجلس على رجليه وهو يبتسم فينظر له ابراهيم ويعلق
_احنا قاعدين فى اتوبيس
_اه ومافيش اماكن متخدنيش على رجلك
_طيب لو حد دخل
_هقوله بحطلك قطره
_هههههههه انا بتكلم بجد
فيصمت محمد ويقترب من شفتى ابراهيم بينما اعتلى الارتباك على ابراهيم وهو يشعر برغبه محمد بعد ان ادرك رغبته مع زوجته فتتهلل اساريره ولكن يقاوم فى بطء فيضحك محمد وهو يمسك يديه ويقترب من شفتيه فى بطء وعينيه لا تتجاوز عينى ابراهيم التى كانت تنظران فى حب لو انطلق للسماء لوسعهم
_طيب افرض حد جه
همس بها ابراهيم
_محدش هيخش انا مفهمها انى بحاسبك على فلوس انت سلفتهالى
_وانا اديتك حاجه
_ادتنى كل حاجه
ثم تتقابل الشفتين لتعلن حب وقف امام امتحان قاتل
طبعا ابعتلى القصة عشان نستمتع معاك