I made this widget at MyFlashFetish.com.

الجمعة، 18 مارس 2022

scattered memories

Some moments in our live are remarkable and what happened after it would be completely different than a second before it, sometimes it came with the felling of being trapped or in a movie set or any other of our brains manipulation to save us


I remember my first time in budel camp while I was in a single room and I was scared of how the European buildings looks like . It reminded me of horror movies


When he told me to sit near a graveyard to take a breath then he put a knife over my neck, for a moment I thought it's a trick or a movie but inside my heart I knew that everything would change completely


When I saw the double red lines on the test kit and how I felt calm at that moment as nothing would change that fact 

When I was in the hospital watching my hand covered by blood and it was heavy red blood .I didn't realize what happened and when that happens but I was shocked asking myself does I deserve that?


Once upon a time a friend told me -when I revealed my day stuffs and how I'm not tired - "you get used to hard work that's why you don't get tired easily"
It was a joke but he made me realize a lot about my live and how I fighted for years in my relationship with my family, how to accept myself, how to flee from Egypt, having a healthy friendships and being financially stable as I can't grantee any help from others

My live never been easy but on the other hand I fighted and I survived and I won , I always won but on my own way

الخميس، 10 أبريل 2014

الخزنة

_مدام رضوى حضرتك متاكده إنك مش هتتضايقى لو سألتك بعد الفاصل عن سبب الطلاق
تضحك فى هدوء وتنظر فى عيون المذيعه مباسرة
_مظنش طلاقى يخص حد..مين هيهتم بطلاق كاتبته المفضله طالما ده هيصب انها تكتئب وتكتب قصص اجمل..صدقينى يا ليلى مش هتفرق ولا حد مهتم
ترتبك المذيعه قليلا وترسم إبتسامه خفيفة وتعاود
_بس قصه الحب الكبيرة الى الناس شبهوها بقصص شهداء الحب العظام..ازاى إنتهى كل ده مرة واحده..فى أسئلة كتيرة الناس نفسها تغرفها وانا نفسى يكون ده انفراد حصرى للبرنامج عندى
يعترى وجه رضوى الحزن وتصمت قليلا وتعتدل فى جلستها وتخرج سيجارة من علبتها وتشعلها وتصمت حتى تنفث منها دخان
_ليلى..إنتى ست زيى وانا عارفه إنك هتقدرى صمتى..كل واحده فينا معرضه لخيبة أمل فى حياتها..تخيلى لما يكون الحد الى كل ماحاجه تبوظ فى الدنيا تقولى مش مهم طالما هو كويس معايا..لما تضيق الدنيا بيكى قادر بابتسامه منه ينسيكى كل ده..ليلى انتى بتسجلى دلوقتى
قالتها والدموع بدأت تنسكب على وجهها فافاقت ليلى من دهشتها..هاهى المراه الحديديه التى لم تهتز يوما تبكى أمامها
_لا يا مدام رضوى مش بسجل
_أنا مستغربة إزاى هقولك على الكلام ده كله بس انا السر تعبنى..لما الواحده بتشيل سر لوحدها بيقضم ضهرها..بيكون حمل فى قلبك وبالوقت بيكبر لما يقتل كل البراح الى جواكى..بتشوفى العالم كله من خلال السر ده..بيبقى نفسك تقوليه وتخلصى بس لما تفتكرى إنه كان أبو أولادك..الراجل الى عشتى معاه سنين وبنيتم حياتكم سوا..بتبدى الناس على نفسك وتقررى تسكتى وتسكتى لحد مبتجيبى اخرك..وانا فعلا تعبت وهتكلم..مراد انسان كداب بكل ما تحمله الكلمه ومن أول يوم بيكدب على..تخيلى 10 سنين كدب فى كدب..مافيش كلمه قالها من قلبه..مافيش حاجه كانت صادقه
_إزاى يا فندم الكلام ده..اكيد أ مراد كان بيحبك وإلا مكنش كمل.،ايه الداعى انه يعمل كده..إيه الى خلاه يخلف من حضرتك وبكمل
تبتلع غصه بداخلها وتحاول ان تستعيد هدؤها ولكن دموع عينيها تخونها وينسكب الكحل على وجنتيها وتبتلع كلام كثير..يبدو السر على أطراف اللسان..يبدو على مقربه من الخلاص منها وان ينتهى كل شيئ..
_ليلى انا أسفه محتاجه أظبط الميك اب بتاعى ..
_طيب حاضر يا مجدى تعالى للهانم
_لا لا انا هروح التواليت اظبطه مش مستاهله ماكيير
_اوك يا مدام رضوى
تذهب رضوى للحمام وما أن تدخل حتى تغلق بابه وتستسلم لبكاء شج روحها التى ماتت لحظه ان علمت حقيقه زوجها وحبيبها.. لم تكن إلا أداه رخيصه..ما أسوء الخيانة وما أسوءها أذا ما أقترنت باﻷستغلال..تتذكر لحظاتهم السعيده لتوقف نزيف روحها ولكن لا شيئ يعود إلى عقلها سوى أخر ذكرى..يوم أن فتحت باب غرفتها لتجده ينام عاريا مع رجل أخر
رسالة على هاتفها الجوال تتكرر مع كل سفرية لزوجها..تجاهلتها فى البداية ولكن الشك عذبها حتى تتبعت مره العنوان فى الرسالة فكان شقه زوجها القديمه فاخذت تبحث عن مفاتحها حتى وجدته وذهبت والظنون والشكوك تولد من اللا شيئ.. من لحظات الصمت والبرود..من التصنع..من الكلمات الجوفاء التى لم تصل لقلبها..من شروده وصمته وغموضه أحيانا..نبت الشكوك وأن كانت تود أن يكون ما به برود عاشق ولكنها عرفت فيما بعد أنه هفوة ممثل بارع
لم تصدق ماتراه وهى تدخل شقته وترى ملابسه ملقاه على اﻷرضيه فتبحث عن أى عطر نسائى لا تجد..لا تفهم شيئ هناك ملابس اخرى لرجل أخر ..تشعر بانها فى حلم يصعب تفسيره..تكمل حثيثها تجاه غرفته والاصوات بداخلها تتعالى..أصوات لم تسمع له معها..يبدو منسجم للغاية..تقف أمام الباب ويدها على مزلاجه وتصمت لتنصت فتسمع صوته..ضحكته الجزلة عندما يبلغ ماينشد..صمته عندما يكون الصمت هى اللغة السائده..تسمعه لاول مره يمارس الجنس وهى من اتهمته عمرا بالبرود
هل تفتح الباب أم تعود أدراجها..تحاول ان تكون تلقائية وتفتح الباب ولكن الحقيقه أحيانا نود لو لا نراها فتتخشب يداها على الباب..تشعر بانها أمام الحقيقه..رجلها يمارس الحب مع رجل أخر.،تشعر بانها تسقط فى هوه من الاحساس بانها مغفله ومخدوعة..تتحول كل اللحظات السعيده فى خيالها إلى ألم يجعلها تفتح الباب
_مدام رضوى.. مدام رضوى
أفيقت رضوى من سهوتها وصوت ليلى بالخارج فتمسح عينيها بالمنديل وتنظر الى وجهها الذى اختفى معالمه تحت اثار مكياجها الذى ذاب فتخرج منديل جديد وتمسح اصباغ وجهها كامله وتخرج إلى ليلى
تحتضنها ليلى بشدة
_أنا اسفه يا مدام رضوى..أنا حقيقى أسفه
_لا يا ليلى محصلش حاجه..فاضل كتير ع الفاصل
_دقيقه ونبتدى ..تحبى نحطلك ميكب خفيف لحد مالمقدمه بتاعتى تخلص
_لا ياليلى..انت مش كنتى عاوزة انفراد
_اه طبعا يافندم
_خلاص انا هحكى كل حاجه يا ليلى حصلت
_بجد يا افندم
_اه بجد ﻷن كل واحد لازم يتحمل نتيجه خطأه..واختياره

الخميس، 24 مارس 2011

وحيدا أفضل أحيانا


لقد ظل سعيد يؤكد أنه الأنسان مشتق أسمه من الأنس بغيره من بنى جلدته  مستندا على مايشعر به أذا ما جلس وحيدا
وظل يسعى فى تكوين أكبر شبكه علاقات ممكنه كلفته ساعات طوال على النت قضاها فى تمحيص الموجدين
لم يكن يعرف لأى شيئ يسعى فلقد تخلص فتره من أدمانه للنت ولكن هيهات عاد أليه سريعا لا يعرف ما السحر فى الأنترنت
هل هو أوبن بوفيه أمامه وهو له كامل الحريه فى الأختيار فظن انه فى سوق عكاظ جاء ليتسوق رجلا او اثنين
تقلبت به الأيام وهو يرمق الناس ويرمق تغيراتهم وهى كعزف موحد فى كورال كبير لا يخرج أحد خارج النص
هل هو من يعطى أشاره البدء لهم ام هو متلقى لا حول له ولا قوه
الكل يدور فى فلك واحد لا يخرجون منه
بدايه حاره وترقب وتلهف يشعرك بأن هناك من سيبكى أذا رأى خبر وفاتك فى جريدته الصباحيه
دعوه للقاء مشوبه بكل سبل الترحاب
يذهب فيجد الجنه وقد أخذت توكيلا بين أحضانه
يتمنى لو الوقت يتوقف
ويبقوا فى عزله عن تغيرات الزمن

كان وسط الزحام
فكر في ابعد مكان
 ينسي فيه اللي راح
واللي صار
 و كان ورا موج و بحر و شمس و ليل
أبعد غابة و أبعد سيل
ينسى الماضي
و يفضل لحنه الهادي
يرجع زمان من أبعد مكان


 
 
يثبت الزمان وهل عهدناه ثابتا!
تظهر المشاكل عندما ننتظرها لتخلصنا فنصنع لها مهرجانا من الشكوى
يليه مهرجان من اللوم والعتاب
فتبدو كل صغيره كبيره لا تطاق
والكلام لا طعم له كما السابق
كان ينساب كالعسل بين الشفتين
 يصبح كل شيئ رماديا كالحا لا طعم له
يصبغ الأفق لون قرمزيا غامق
تستحيل القصه الهادئه الى مغامره طائشه لم نحسب لها كما يجب
يتدخل الصالحون والمغرضون من أجل أهداف تتباين بنيتهم
يستشعر بأن الأمل قد يكون على مقربه خطوات منه
ولكن هناك شيئ لم يبنى من البدايه فجعل البناء هشا
يكسر بسهوله ولا يمكن ترميمه


تاه وسط البيوت
و الذكرى اللي مش بتموت
فاكر إنه الحل
 يهرب و ينسى الهم
ورا موج و بحر
و شمس و ليل
أبعد غابة و أبعد سيل
ينسى الماضي
و يفضل لحنه الهادي
 يرجع زمان من أبعد مكان






مرت شهور ومن كان لا يفارقه ليل نهار لم يسمع صوته منذ ذاك النهار
تحولت الأيام الى الأبيض والأسود فى البدايات ثم تعود مره أخرى الى الالوان
لم يدرى كيف نساه ونسى تلك الأيام الا عندما ظهر الوافد الجديد
وجد القصه تعاد والتفاصيل مختلفه ولكنها  متفقه على نهايه واحده
أنه حب أهوج أنفاسه معدوده
أنه حب رخيص لأقدم له شيئا
هل هذه هى الهاله المقدسه للحب
لا أظن ذلك فهذا حب مدنس بأقذار النفس الطامحه للجموح
لا أظنه حبا يحيا النفوس
بل حب يدربها على الموت البطئ
 
 
 
تاه وسط البيوت
و الذكرى مش بتموت
فاكر إنه الحل
 يهرب و ينسى الهم
ورا موج و بحر
و شمس و ليل
أبعد غابة و أبعد سيل
 ينسى الماضي
و يفضل لحنه الهادي
يرجع زمان من أبعد مكان




يجد متعته فى القياده منفردا مع أغانى فيروز
وكوب القهوه الساخن مع دخان سيجارته المفضله فى الصباح
فى تمرين الجرى فى النادى
فى جلسات الساونه والتدليك
فى العجمى ومطروح شتاءا
فى البعد عن بنى الأنسان
فى ان يكون وحيدا
فى ذلك الكرسى المنزوى فى حديقه الحياه
يعشق سيجاره يظن انها الوحيده التى تحترق من أجله
حتى لو كانت تحرقه بالمقابل

الجمعة، 23 يوليو 2010

قبله أخيره


يجلس محمد فى السياره المرسيدس وحيدا ومن حوله تنطلق الابواق ويخرج الشباب من السيارات المحيطه وهم يصرخون والنساء فى الكراسى الاماميه يزغرطون بينما محمد ينظر اليهم فيبدوا لهم كانهم سدنه جنهم وقد أخذ بهم الجنون مأخذه وهم يزفونه الى أتون محترق فأشاح بوجهه بعيد عنهم وظل غارقا فى عالمه الخاص بينما كانت سيده تجلس فى الكرسى الامامى وأبنها يقود السياره وبين الحين والأخر تنظر الى محمد مبتسمه وتردد
_مبروك يا حبيبى
_الله يبارك فيكى يا ماما
لم يكن يكره فى حياته اكثر من ان يتم اجباره على شيئ وهذا ما يحدث الان سنه باكملها فشلت كل محاولاته فى الرفض ولم تيأس والدته او ترفع الرايه البيضاء فظلت تلح وتلح حتى هددته بان تنقطع عن اخد الدواء ان لم يتزوج بنت خالته فلم يجد بد من القبول وان يبتعد عن حب حياته والتى لم ترضى بها امه عندما فاتحها فى امر الزواج
وفى تلك اللحظه نظر الى ابراهيم الجالس بجواره والذى لازمه من ايام الكليه وابتسم له وهو يتذكر مخططاتهم سويا ولكن هيهات ان تفلح امام كيد النساء  الذى توج بالنجاح وفشلت خططهم فى ان يتوج قصه حبه بالنجاح
تتوقف السياره امام الكوافير وينزل الجميع من السياره منتظرين العروسه فتخرج بردائها الابيض ووجها للامام ترمق محمد فى شغف يبادله محمد فى فتور ووجه من الرخام فيضغط ابراهيم على كفه فيحاول ان يغير وجومه الى ابتسامه خفيفه تلاحظها هى فترد عليها بخجل شديد فتشيح بوجهها عنه فتزال الابتسامه عن وجهه وكانها كانت فى ثقل الجبال على نفسه
تقترب منه ووالكل يرمق ذلك المنظر ووالدها يسلمها له ويربت على يده وينظر اليه فى حنان شديد بينما كانت عروسته تنظر للارض وما ان تكون بمحازاه محمد تنظر للاعلى لترى دمعه ترقرق فى عين والداها وتتحرك مع محمد متجهه لسيارته  وعندما يقتربوا من السياره يبتعد محمد عنها ليفتح بابه دون ان يفتح بابها الذى كان فى مواجهته فيتدارك ابراهيم الامر ويفتح لها الباب فتنظر فى شيئ من الاستهجان شاركها فيه امها وامه وهما ينظران اليه يتمتم وهو يفتح بابه ويدخل السياره وعندما يدخل تهم اميره ان تتحدث
_حلو المكيا..
يقاطعها بان يفتح الباب ويقف وينادى على اخوه ويقوله
_خلى ابراهيم ادام معانا فى العربيه
ويدخل مره اخرى فيجدها وقد اشاحت بوجها بعيد وعبق عطرها يغرق السياره من الداخل فلم يسالها عن سبب تجهمها وانتظر حتى تأكد ان ابراهيم جلس فى المقدمه
بينما كانت والدته ووالده فى الخارج يبحثون عن سياره اخرى يركبونها فيبادر الاب الام بسؤال بصوت عالى بسبب الضجيج الخاص بالسيارات الماره بجوارهم
_الواد شكله مش مبسوط
_مين قالك بس ده قالى بنفسه انه فرحان وانى اخترتله صح
_يا ساميه هو انا مش هعرف ابنى لما يكون مش مبسوط
_يخويا والنبى متكبر الموضوع
يقطع كلامها اقترب امرأه شقراء تقترب منها وتحتضنها قائله
_الف مبروك يا مدام ساميه
ويبتدئ فاصل من عبارات التهنئه وردوها المحفوظه بينما ابتعد زوجها وهو يتذكر رفض ابنه التام بحجه ان يتزوج من فتاه لا يمكن الرضاء بها ولا يعرف كيف وقع ابنها فى حبائلها واصر اصرارا شديدا على ان ينزوجها وعندما رفض الجميع واصرت امه على اميره وهددت بان لا تاخذ علاجها اضطر اسفا على ان يوافق ولكنه ظل طوال الوقت على وشك الانفجار والرفض المطلق ولكن والدته كانت متعاونه ومتنازله لاقصى حد حتى يتم الزواج ولكنه محتار فى سلوك ابنه هل هو الحب لتلك البنت ام حبه للحريه الذى قدسها ووضع تمثال صغير للحريه فى غرفته اعتزازا بها فهو فى شبابه كان يحلم ويتمنى ان يتزوج فلايعرف ماذا حدث لشباب اليوم
وفى تلك اللحظه كان وصل لسيارته وقد لحقت به زوجته وهى تزغرط وتركب بجواره فتتحرك السباره لتلاحق فيض السيارات والابواق المزعجه التى تذكرك باصوات الهنود عندما يصطادوا صيد ثمين معلنين فرحتهم به




يصل وقد السيارات الى ذلك الفندق وهو مضاء بافضل انواع الزينه وبالون كبير على بابه مكتوب عليه محمد واميره يرمقه محمد فى نوع من الدهشه وهو يحس ان الامر صار اقرب ما يكون لحقيقه ملموسه فيقف واميره تتابط ذراعه ويتقد ببطء وسط اصوات الزغاريط والزفه وهو يشعر كأنه يتقدم لغرفه الاعدام فكل ماحوله ينطق رقصا وفرحا الا هو ينطق حزنا كمدا فهو يشعر بان اليوم ليس يومه وان اسعد ايام حياته ليس الا كابوس يطبق على صدره
يشعر بيد تربت على يده الاخرى فيجد ابراهيم وهو يضحك له تبسما وعينيه تنطق فرحا ممتزح بشعور غريب يشعره محمد ولا يتكلم فيتقدم الموكب ثلاثه اميره ومحمد وابراهيم الى داخل الفندق وما ان يصلا للكوشه وتجلس بجواره وتبدا برامج الفندق لاحتفالات الزفاف ويجلس محمد واجما فلاحظ ان الجميع يرمقونه فيحاول ان يدارى وجومه وان يضحك وبدأ يتغامز مع اميره فى اذنها وهى تضحك معلقا على الفساتين الغريبه والبدل فى لهجه قريبه للهجته الفكاهيه المعتاده
فتبددت النظرات عن حوله فالانظار توجه صوب كل ماهو غريب وبعد قليل تطفئ الانوار وتبدأ اغنيه لمحمد حماقى فى هدوء فيتقدم محمد واميره وكذلك يصطحب ابراهيم سلوى اخت العروس بينما يندفع صوت حماقى فى سماعات القاعه ينعى حبا قد انصرم
لسه بتخاف من الفراق لوتيجى سيرتى
لو شفتى عينى بتبكى هتدمع عينيك
يعنى بيوحشك لو شفت صورتى
بتحس بيا حبيبى لما بحس بيك
ينظر الجميع طالبين تغيير الاغنيه الحزينه ولكن محمد يطالبهم فى الاستمرار بينما تضع اميره راسها فى هدوء على كتفه فيكون وجه مقابل لابراهيم فيجده يردد مع الاغنيه وسلوى مستنده برأسها على كتفه
مين بياخد باله منك بعد منى
فى حضن مين بتحس احساسك فى حضن
مش قصدى حاجه انا بس بطمن عليك
حبيت اسلم اصلك واحشنى
لسه بتخاف
يشعر محمد بشعور يجتاحه واميره فى حضنه فشعر بان لمساتها شوك واقترابها نار فيستاذن منها بانه ذاهب للحمام فتنظر له مستغربه
_حبكت؟
_هو ليه مواعيد ده كمان
فتصمت فينزل يدها من على كتفه فى بساطه ويبتسم ويمضى صوب الحمام فينظر له ابراهيم وينظر بسرعه لاميره فيجد نظرات الوجوم ونظرات المحيطين تتجه صوبها فتقدم الي اخوها بسرعه بعد ان استئذن من سلوى وطلب منه ان يرافق اخته وذهب الى الدى جى مان وطلب منه اغانى شعبى
فرد عليه الرجل
_مش حضرتك طلبت اغانى عاطفيه حزينه للسلو وكده 
_ياعم ماهو العاطفى قلبها غم اهوه اديها شعبى ياحج
وتركه بينما كانت اغنيه يانى يانى فى بدايتها ويذهب لاميره ومن تبقى واخذ فى التحرك فى حركات راقصه لفتت له الانظار وهو يرقص شعبى وطلب من الجميع الدخول معه وفعلا امتلئ المكان برواده وهم يرقصون بينما انسحب ابراهيم بسرعه ليذهب مكان ما ذهب محمد ليجد امه وابيه عائدين من نفس المكان وعلى وجهوهم الحزن وقبل ان ينطقا كان ابراهيم نظره نظره مغزاها انه يفهم كل شيئ فدخل فأذا بطرقه طويله وفى اخرها شباك يقف فيه محمد وهو ينفث دخان سيجارته فى عبث وكأنه يلاعب النجوم بدخانه فاقترب ابراهيم صوبه فى صمت وكلما اقترب انزل الستائر المربوطه الى جوانب تلك الطرقه  فتنسدل ورائه حاجبه الرؤيه خلفه حتى صار بمحاذاه محمد وخلفه قد انغلقت ستائر كثيره والسماء فى مواجهتهم والنجوم ترصدهم
فاقترب منه حتى لامس ظهره بجسمه كله فانتفض محمد قليلا ولكن ابراهيم هدئ من روعه بقبله على رقبته وازاد من احتضانه له حتى كاد ان يحتضنه كله بداخله واقترب منه اكثر واكثر وهو يقبل رقبته ووجنته ومحمد صامت لا يملك الا ان يمسك بيده فيضغط ابراهيم عليه يده وهو يقبل رقبته فى شبق خفيف ويقترب من اذنه ويهمس
_حبيبى مش هيبطل عبط؟
فيبتسم محمد ويلتفت بجسمه ببطء وهو ملاصق لجسم ابراهيم الساخن حتى صار وجههم متقابلين فخطف من ثغر ابراهيم قبله سريعه ويقول فى ضحكه حقيقيه
_للدرجه دى عاوز تخلص منى؟
يضحك ابراهيم فيقترب من محمد حتى تكاد شفتاهم ان تلامس بعضها فيبتعد مداعبا اياه ويقول له
_يا محمد الى بيحصل ده لمصلحتك واحنا حاولنا على اد منقدر ومعرفناش واخترعنا حكايه البنت الى مش مناسبه دى وبرضه هما اصروا واصرارك على الرفض بسبب حبك ليها مشفعش ليك
ينظر محمد وهو صامت ويحاول ان يتملص من حضن ابراهيم ولكن ابراهيم يزيد من احتضانه له ويفبل شفايفه فى هدوء وكانه  يمتص ريحقهم لاخر مره ومحمد يكاد ان يذوب فى اخر قبله لهم وبكاد ان ينتفى عنصر الوقت فى ذلك الوقت فبدت الثوانى لمحات والدقائق لحظات والساعات ثوانى مسرعه والبدر وعيونه تلمح العاشقين وهم على وشك الافتراق وهما فى مقتبل طريقم فلقد عرفا بعض من سنين وولدت قصه حبهم كصداقه تحولت لعلاقه كامله دون ان يكون احدهم له ميول مثليه فلم يتذوقا الا شفتين بعضهم البعض ولم يتشاركا السرير الا سويا ولم يعلم احد بما بينهم ولا بميولهم التى حولها الحب الى ميول مثليه فكان قرار زواج احدهم لصاعقه شجت رؤسهم وحاولوا ان يهربوا منها ولم يستطيعوا
فماكان من ابراهيم الا ان يساير الظروف ويضغط على محمد ليتم الامر وخصوصا انه يعرف ان اميره تحبه وستسعده وفى يوم سابق
وعد محمد ان يقطع علاقتهم الجنسيه بعد الزواج فهو يعرف ان هذه قبلتهم الاخيره وما ان ينتهيا منها حتى يبتعد عن محمد ويعدل هندامه ويتشمم رائحته فيجد ان رائحته قد اختلطت برائحه محمد فى مزيج مدهش بطعم الحب الخفى الذى يجمعهم فينظر له محمد فى نظره يتفهمها محمد
_يالا يا محمد الناس هتلاحظ انك غيبت والاغنيه الشعبى قربت تخلص وان شاء الله الليله هتعدى وهكون عندك الصبح اول متفتح عينيك
يصمت محمد ويتقدم فى هدوء مع ابراهيم وهو يزيح الستائر ليجمعها على الحائط نازعا اغشيه قد سترت حبهم فكانما ترك حبهم للهواء يختبره فى تلك الليله وما ان يدلف ااقاعه ويذهب لاميره التى تتلقاه فى شوق وهى ترقص مع صديقاتها فيضحك لها وينظر وراءه فلا يجد ابراهيم فى القاعه باكملها






ينزل ابراهيم من سيارته الفاخره ويقترب من تلك البنايه وما ان يدلفها ويراها رجال الامن فيبادروه بالتهانى كأنه العريس فيخرج من جيبه بعض النقود ويقوم بتوزيعها ويدخل الاسانسير وينظر فى المرأه وهو يتاكد من الكريم الذى وضعه اسفل عينيه حتى لا يظهر أثر دموع وسهر الليله المنصرمه واخذ يعدل من هندامه وشعره ويحاول ان يرسم اكبر ابتسامه ممكنه ويقف الاسانسير فى الدور المحدد فيخرج منه ليقترب من تلك الشقه التى سهر هو ومحمد على ترتيبها وتاسيسها ودهانه من يوم ان استلماها وهى بلا ادنى تشطيبات فكانت عنوان لذوقهم المشترك فوجد اليافطه التى اهداها له فى عيد ميلاده وقد علاها بعض التراب وهى على الباب فمسحها بيده ورن الجرس
تخرج له اخت اميره وهى تبتسم
_هيما ازيك يا راجل
يضحك بدوره
_ايوه يا موزتى
_موزتك فين بس دنته مطنشنى خالص وخلعت امبارح من غير ماتقولى
_يعنى مطنشك وبصيع منا كنت ملخوم فى فرح اختك
_وادى فرح اختى خلص
_هستنى لما يجى ولى العهد
تضحك سلوى فى جزل وهى تقف ممسكه الباب فينظر لها عاتبا
فتقول وقد فهمت مقصده
_لا مش هدخلك ده بيت اختى
فيزيح يدها فى رفق ويقول
_وبيت اخويا برضه
ويدخل ليجد معظم الاصدقاء المقربين والاهل موجودين وتتوسطهم اميره ومحمد وتعلو ضحاتكهم وما ان يلمح محمد ابراهيم حتى يقوم ويحتضن ابراهيم فى تؤده ويربت على كتفه فيهمس ابراهيم فى اذن محمد
_ايه الاخبار؟
_هقولك على التفاصيل بس نقعد لوحدنا
ويمر الوقت ثقيل حتى تستشعر عقرب الثوانى وهو يتحرك متباطئ حتى يمل الاثنان فيبتعدا عن الموجودين ويذهبان الى غرفه منفصله
فى غفله منهم وقد لم يتبقى رجل معهم ليصحبهم فبدا الامر وكانه شأن رجالى خاص وما ان ينفردا حتى يتعمد ابراهيم ان يجلس مبتعدا حين لمح الباب يؤصده محمد وراءه
فيلاحظ محمد ذلك فلا يبالى ويقترب ويضع كفه على فخذ ابراهيم وهو يحكى له عن تفاصيل الليله الفائته ولا يدرى ان ابراهيم بات ليلته باكيا وهو يدفع غيرته بتخيله لمحمد وهو ينام مع غيره لاول مره حتى وان كان هو من سعى لذلك فبدا ساهما ومحمد يحكى له عن خجله فى بادئ الامر وكيف كان الامر صعبا فى بادئ الامر حتى ظن انه لن ينهيهه ولكنه حاول حتى ادرك الامر وكيف احتضن اميره كما يحتضن ابراهيم ونام فيبتسم محمد وهو يلاحظ شرود ابراهيم ويفترب منه ليطبع قبله سريعه على وجنته ويقول بصوت مسموع
_بس انت حاجه تانيه
يضحك ابراهيم ويقول
_بطل بكش ...اديك فوقت ونورت ورجعت تهزر
_يا حبيبى انا كنت متضايق لانى حسيت انى هبعد عنك
_عليا برضه
_اه منا حاسس انك بترسم على سلوى
_علشان اقرب منك يا عبيط
_يعنى لسه بتحبنى
_لا طبعا
يضحك محمد جدا ويقترب من ابراهيم حتى يجلس على رجليه وهو يبتسم فينظر له ابراهيم ويعلق
_احنا قاعدين فى اتوبيس
_اه ومافيش اماكن متخدنيش على رجلك
_طيب لو حد دخل
_هقوله بحطلك قطره
_هههههههه انا بتكلم بجد
فيصمت محمد ويقترب من شفتى ابراهيم بينما اعتلى الارتباك على ابراهيم وهو يشعر برغبه محمد بعد ان ادرك رغبته مع زوجته فتتهلل اساريره ولكن يقاوم فى بطء فيضحك محمد وهو يمسك يديه ويقترب من شفتيه فى بطء وعينيه لا تتجاوز عينى ابراهيم التى كانت تنظران فى حب لو انطلق للسماء لوسعهم
_طيب افرض حد جه
همس بها ابراهيم
_محدش هيخش انا مفهمها انى بحاسبك على فلوس انت سلفتهالى
_وانا اديتك حاجه
_ادتنى كل حاجه
ثم تتقابل الشفتين لتعلن حب وقف امام امتحان قاتل

الجمعة، 11 يونيو 2010

رحمه وحبيبى





بينما تقطر السماء شفقا يتناثر فى ارجاءها حتى تكاد تظن انه سيطأ الارض ليصبغها بلونه البرتقالى الذى غطى السماء فى اروع موكب وداع لشمس النهار التى اضناها اليوم باكمله فقررت ان تنسحب لعالم اخر لتكمل دوره الحياه حتى يقضى الله امر كان مقضيا
وفى تلك الاثناء كان أياد ينتظر صديقه أدهم فهو لم يراه من قبل وجل ما كان بينهما حديث عبر تكتكات لوحات المفاتيح تناقلتها شاشات بارده بين بلدين بعيدين وشاءت الظروف ان يتقابلا لاول مره فى الأسكندريه لينتظر أياد المنظبط فى ميعاده أدهم لمده نصف ساعه كامله وبعد ان يقرر الانصراف يأتى أدهم ليتصل بأياد ذلك المتسرع ليهدئ من سرعه انصرافه ليبدأ أول لقاء بمناقشه حاده
_بص يا ادهم انا اكتر حاجه بكرهها ان حد يدينى ميعاد ويتاخر عليا وكمان سايبنى ع البحر وانا انكمشت من الوقفه فى التلج ده
_تلجت ايه ده الجو ظريف
_انت شايف كده الجو ظريف
_جدا
فتمتد يد أياد لتخبط أدهم فى رفق عندها يمر ذلك الطفل وهو يتبع ذلك الشخص الغامض ناظرا الى أياد وأدهم فى حسره ممسكا بطنه فيعقبه اياد بنظره طويله تفحصه وتفحص قائده قدر المستطاع مما أثار دهشه أدهم لتلك اللحظه الصامته فتسأل بدوره
_فى ايه يا اوز؟
_انت الى اوز والله بس مافيش الواد ده وانا واقف مستنيك كان بيدردش معايا
_بيبدرش معاك فى ايه!
_كان بيحكيلى قصه فيلم بس تمثيله رائع




<<<يا استاذ يا استاذ>>>
ينظر اياد الى ذلك الطفل محاولا الابتسام لوجهه الذى اكتسى بلون اسمر من اثر قله النظافه وملابسه المهلهله
_ايوه يا حبيبى خير؟
_انا جعان اوى يا استاذ والراجل ده مدنيش غير ربع جنيه لما قلتله انى جعان بزمتك يجيب ايه الربع جنيه فى الزمن ده
ينظر اياد الى ذاك الرجل فيشعر بانه يحتاج اعانه اكثر من ذلك الطفل فينظر اليه اياد مره اخرى متفحصه ومتفحص نظراته البريئه فى ذلك الوجه الذى ارتسمت عليه علامات البؤس المبكر
_عاوز تأكل ايه يا حبيبى
-محل الفول والطعميه هناك عاوز اكل اى حاجه
_طيب يا حبيبى بس صاحبى يجى ونروح تاكل هناك
ويعقب اياد
_امال فين ماما وبابا يا حبيبى
_ماما وبابا ماتوا فى حادثه وعمى اخد الفلوس كلها وخد البيت كمان
_امال انت بتبات فين
-ببات ع الكورنيش هنا انا واصحابى
_طيب مالكش قرايب تانيين يا حبيبى
_لا ماليش غير العم ده وكل خلانى معرفش مكانهم وياريت عمى كويس ده تاجر مخدرات وخد جرعه وراح المستشفى
ودون ان يكذبه اياد قال
_انا مش محتاج اكدب وامثل عشان اخد فلوس انا عاوز ساندوتش بس
يضحك اياد ويقول له
_بس يجى صاحبى
وينظر الى ساعته ويتطلع الى الولدالواقف فى منظر يفطر القلب  فقال له اياد
_تعرف انا مش مصدقك بس عاوزك تأكل
_ليه يا استاذ؟!
_لان الاب والام الى يسيبوا ابنهم يدعى موتهم عشان ياكل  ابنهم فعلا يستحق العطف
ويعقب
_كمان انا عاوزك تاكل وتشبع
وما ان ينتهى كلامه حتى يمر شخص غريب ممسك سيجاره ولم ينظر تجاه الطفل فقط مر كالقائد الذى يمر فى ثكنات جيشه فبدا لأياد المعلم الكبير صاحب ومللك تلك المنطقه يمر ليتفقد احوال اتباعه فما ان لحظه الولد حتى انصرف وراءه ككلب ادرك صاحبه دون ان يودع أياد


يكمل أياد المشى مع أدهم بعد ان تبادلا الحديث والضحكات ولكن أياد يشعر بالتعب من اثر المشى فيتسأل
_متيجى نقعد نشيش بئه؟
_حاضر والله بس حابب اوريك اغرب منظر فى اسكندريه!!!!
تفتح داخل اياد قرون الفضول وحب المعرفه على اعلى درجه وهوينظر الى حيث اشار ادهم لتحل الدهشه محل الفضول على وجهه وهو يرمق ذلك المنظر مع التعليق الساحر من أدهم
_البنت دى كل يوم هنا وعلطول واخده الشكل ده
طفله لا تتخير عن ذاك الطفل تجلس بجوار سياره تبدو انها ركنت فى هذا المكان ومن بعدها بنى المكان باكمله ولكن الاروع فى جلستها ان تجلس بجوار كاوتش السياره  وقد التفت حول نفسها ضامه ركبتيها الصغيرتين الى صدرها وواضعه راسها على ركبتيها المضمومتين لتبدو وقد اخذت مساحه الكاوتش بالظبط وأمامها تبعثرت بعض علب المناديل الورقيه البيضاء وبينما هى تغط فى نوم عميق كان المارين يرموقها مابين شغف وتحسر واستنكار وقرف
بينما وقف أياد وهو ينظر الى تلك الصوره التى لو فكر الف فنان فيها ما خرجت بمثل هذا الابداع الرهيب فحاله النوم الجنينى الذى تنام فيها تلك الفتاه تدل على احتياج حقيقى للحنان ووجودها نائمه فى مثل تلك المكان تاركه بضاعتها امامها لهو اكبر دليل على تفهمها أثرها فى الناس فمن يأتى له قلب حتى يسرق منديل من تلك الساحره الصغيره
فيبحث أياد عن بعض النقود الفضيه فى جيبه ويستأذن أدهم ليقترب من تلك اللوحه الحيه التى تنطق صمتا يخرص اروع المعبرين على ان يصفها لينقلها لكم
يقف امامها بطوله الفارع وينحنى ليلمس كتفها ويهزه فى رفق فلا تتحرك من جلستها فقط تحرك راسها وترفعه للاعلى لتنظر له فما ان يلمحها أياد حتى يبتسم لهذا الوجه الابيض الذى اكتسى سماره من قله النظافه وتلك العينين الوديعتين اللتان تنظران فى رهبه دون وجل او خوف يعتمرها فى ذلك المكان فى مثل ذلك الوقت
_بكام باكو المنديل يا حبيبتى
_بجنيه يا باشا
قالتها دون ان تتحرك   قالتها وهى شبه نائمه فان تصرفاتها التلقائيه وكانها تحدثك من شباك منزلهم تكاد تصيبك بالجنون فلا تعرف هل تنم عن غباء لا تراه فى عينين متقدتين بالذكاء ام ثقه فى قلب البشر الذى استوحشوا على النقود ولكن ما تدركه من تلك الفتاه انها صرخه تجبرك على ان تستمع لها دون مبالى بصرير اذنيك
_خدى يا حبيبتى الا قوليلى انتى اسمك ايه؟
_اسمى رحمه يا باشا
_امال فين ماما وبابا؟!!!!!
_فى البيت يا باشا
لم تتحرك رحمه لحظه بعد ان وضعت الجنيه فى حجرها فقط راسها فوق ركبتيها المضمومتين بسنتيمترات قليله وكانها تستعد لمعاوده النوم غير مباليه بمن يحدثها فى ثقه لا تعرف اهى فى من خالقها ام فى ابداع جلستها وسحر تاثيرها على الناس
يقترب منها اياد ويقول
_وانتى بتروحى ليهم امتى؟
_لما بخلص شغل يا باشا
_تعرفى ان اسمك حلو اوى يا رحمه
تنظر له وقد راعى انتباهها ملحوظته فابتسمت له نصف ابتسامه فهى تخاف ان يبدد الابتسام بعض من حاله الحزين المسيطر عليها فيقلل من سحرها على الناس وترجع راسها الى نفس المكان ويقترب اياد منها ليربت على راسها ويدس المناديل فى جيبه وينصرف الى حيث كان ادهم ينتظره

الأربعاء، 2 يونيو 2010

لا تقل الوداع





لا تقل الوداع فلربما كان للقاءنا فرصه
فلا تبتعد وتقسى فلربما شاءت الاقدار الملتقى
ولا تقطع اوراقى فلربما اشتاقت عيناك لهم
ولا تهجر المقهى الذى ارتدناها سويا فلربما نلتقى فيه
ولا تنسانى فهل تنسى من بالدم محياه




كانت هذه الكلمات مكتوبه على ظهر الكتاب الذى استعاره محمد من ياسين واثارت بداخله كم هائل من المشاعر الحزينه التى بدورها دفعت دمعتين من عينيه لينسابا بسهوله على تلك الكلمات مكمله لحاله الحزن التى انتابته عندما عرف سر صمت وصدمه حبيبه والذى طالما حاول فك طلاسمها من يوم قدموا الى تلك البلد العربيه
لم يكن محمد يعرف ياسين جيدا كل ما عرفه عنه كانت تلك الابتسامه التى لمحها على محياه عندما رأه فى ذلك الاختبار الذى تلهف الكثير من الشباب الى الذهاب اليه للحصول على تلك الفرصه الذهبيه فى بلاد النفط العربيه وتلك النظره التعيسه التى ملئت وجهه العبوس يوم ظهور كشف المقبولين واحراز اسمه المقدمه فى ذلك الكشف
ووسط تهليل الجميع ممن قبلوا فى تلك الوظائف كان ياسين مهموما لدرجه متناقضه...لدرجه لم تجعله ان يمثل الفرح فى ذلك اليوم الذى سعا اليه كثيرا ومن اجله ضحى كثيرا
ضحى بالحب وعلاقه دامت ثلاث سنوات تحمل فيهم كثيرا واساء فيهم كثيرا ولكن العلاقه استمرت متحمله على أساس صلب من الحب والتفاهم  ولم ينقص حبه لوليد فى يوم من الايام رغم ظروف ياسين المتضاربه من تنقله من عمل لعمل بينما كان وليد يحصد الترقيات فى عمله ولكن لم يكن للغيره موضع بينهم ابدا فكان حاله الاكتفاء بينهم كبيره ومراعاه ظروف الاخر هى السائده لدرجه جعلتهم يفكرون الأنتقال لمسكن واحد بسبب ترقى وليد لمحافظه بعيده واستطاع ياسين ان يجد عمل هناك فى شركه متواضعه وفعلا تمت  تلك الخطوه بنجاح
لم يتصوروا كيف كانت تلك الخطوه لها مفعول السحر على علاقتهم فبينما فى الاول زادت المشاكل بسبب تباين الطباع الا ان الحب تدخل مره اخرى ليجعل التفاهم هو سيد الموقف وبالتعود استطاعا ان يتغلبوا على كثير من الاختلافات فاستطاع ياسين تعلم ان يغسل اطباقه وتعلم وليد ان يطبخ لاثنين وتعلموا كيف انجاز امورهم مبكرا ليله الخميس حتى يستطيعا النزول مبكرا للتنزه وتعودا الصبر يوم الجمعه والسبت عندما يعودوا الى محافظتهم الاصليه وينفصل فقط ليومين عن بعض ثم تعلما بعد ذلك كيف يكذبان لينعما بالجمعه والسبت فى بيتهم المتواضع فكانا لا يتحركان منه ولا يخرجان فيظن الاخرين انهم فى محافظتهم
مضت الايام ولكنها متقلبه فاذا بوليد وامه تصمم ان يأتى وان لا يفعل كالعاده ويتغيب فى اجازته عنهم وعندما يذهب لبيته يكتشف السر فى بيت اخر الا وهو بيت صديقه امه المقربه وخصوصا عندما كان يجلس بغرفه الاستقبال لتخرج عليه بنورها البهى وتضحك فى خجل وهى تحمل اكواب العصير المثلجه التى تقطر ندى كمثل الذى يتساقط على جبينها من الخجل فجلست ونظرت اليه ولم يكن الامر يحتاج جهدا خارقا حتى يتبين ان تلك هى سر اصرار امه على مجيئه ابن صديقتها فلقد خلبت قلبه ذلك القلب المضاء بنور قناديل حب ياسين الخافته اقتحمته هى بكاشفات خجلها الحارقه ونعومتها التى سرقت قلبه مره اخرى
عاد وليد هذه المره الى مسكنهم المشترك ولكن بفكر مشغول وخوف شديد من رد فعل ياسين عن ما فعله وبعد شهور  بعد ان تطور الامر معاها كثيرا يقرر ان يصارحه ولكن ياسين لم يكن يحتاج الى كل هذه المقدمات من العشاء الفاخر والجو الرومنسى والشموع فنظر الى وليد وضحك وقال
_انا حبيتك يا وليد لأنك بسيط ومافيش عندك ابتذال
فصمت وليد الذى كان يشعر بالسخف الشديد لما يفعله الان بينما تابع ياسين
_فى ايه يا ولد انا عاوزك تقول ايه الى مغيرك كده
فصمت وليد واطال الصمت والأفكار تتنازع فى رأسه عن ماذا سيقول لياسين هل يقول له انى خطبت واتفقت على كل شيئ دون ان اخبره هل ان الاوان لاكشف سر تغيرى فى الثلاث شهور الاخيره
هل سيتقبل الامر وان تقبله هل سيرضى عندما يعرف بحبها الذى القى بشباكه على قلبه واضاء بنوره القوى قلب مضاء بقناديل خافته ولكنها استمرت ثلاث سنوات وتستطيع الاكمال لغيرهم
ان الامر اشبه برجل متزوج وبصدد اخبار زوجته التى عاشت له بانه سيتزوج اخرى ولكن ياسين رجل وسوف يتحمل الأمر وأن كان سيتالم قليلا ولكن ذلك الوضع لم يكن ليستمر كثيرا فيوم سوف يتزوج كل منهما وتقل علاقتهم فهما لم يتناقشا قط فى المراحل المقبله دعوا كل شيئ للظروف التى وقفت معاهم لفتره وان اوان ان يختبروا وجهها القاسى
_ياسين انا مش عارف هخبى عليك لحد امتى بس الى حصل فى الفتره الى فاتت
تتسارع الدقات فى قلب ياسين ويسرى شعور من القلق على تلك الطاوله ولكن دقائق وساد صمت ثقيل وكان ما قال كان من الصدمه ليجعل من الكلام مشقه كبيره وبعد نصف ساعه يفتح باب الشقه ويقفل فى هدوء
 انه ياسين لم يتحمل الأمر
لم يتحمل ان حبيبه سيتزوج بعد شهور قليله وعلى ان يتقبل الأمر ,يطلب منه وليد تضحيه جديده ولايعرف بان ياسين لم ينتهى من تضحيته الأولى بأن استمر معه فى تلك البلد النائيه فى وظيفه حقيره من اجل البقاء معه
وعاد ياسين لبلده واول مافعله اتصل بصديقه رامى ليتأكد اذا كان اعلان الوظيفه الذى حدثه عنه انتهى ام لا فوجد انه تبقى عليه ايام فيحضر اوراقه مسرعا ويستحق الالتحاق بها ليكون عليه ان يحضر اوراقه للسفر بعد شهر واحد
وعندما حان ميعاد السفر كان حافزه انه سيرد القلم لحبيبه وسينتقم منه فعلى قدر الحب يكون الكره ولكن هل كره ياسين وليد بالعكس لقد احبه اكثر فلقد ظهر مقدار حبه عندما شعر انه سيضيع منه
وبدأ يتسرب لداخله احاسيس لم يكن ليتعرف عليها قبلا ولم يختبرها من قبل فبدأ يتسأل عن كنه التى خطفته منه ؟
وهل هى جميله؟
هل تحبه؟
والاهم هل يحبها؟
 أم انها استغلته كصيد لزوج ممتاز؟
فيض عارم من الاسئله كان يعصف بباله فى  نلك النهار فى بلدته وخصوصا فى ذلك الحى الذى طالما اعتاد ان يذهب اليه مع وليد 
لم يعرف ياسين هل استحضر وليد عندما فكر فيه وذلك عندما راءه ينعطف من شارع جانبى الى شارعهم الذى كان يجمعهم فما ان راءه حتى تبدد حزنه وانتهى كل الكره المصطنع من قلبه ليحل مكانهم الشوق ولهفه اللقاء وكأن شيئ لم يكن
 ولكنه يشعر بخنجر ذو نصل سام يخترق قلبه فى عنف عندما يراها بحمالها وهدؤها
انها غريمه من النوع الذى تحبه ولا تستطيع ان تحرك بداخلك اى مشاعر سلبيه لها فلقد كانت تتبعه بخطوات كانت هى المسافه مابين فرحه وانكساره فما ان راءهم سويا نظر الى عين وليد فلم يكن ينظر اليه وانما كان ينظر لها وكان هى كل ما فى الحياه ولا يستطيع ان يحيد ببصره بعيد عن قبلتها 


ينسحب بسرعه ويدخل فى اول شارع جانبى ليوقف اول تاكسى يقابله لينعطف من شارعهم السابق فينظر للخلف ليرمقه للمره الاخيره ويشعر بالسكين الذى اخترق قلبه بانه يد حانيه تتلمسه فلقد شعر ان وليد سعيد وهذا يكفيه ليطمئن عليه وان كان هو تعيس
ويسافر ياسين دون ان يودع وليد وبعد ان غير هاتفه واقامته عند اسرته ليجلس مع خاله فلقد حرم وليد من حق توديعه او ان يعتذر ولكن ياسين لم يتذكر من الثلاث سنوات الا يوم راءه ينظر لها تلك النظره التى لم يراها فى عين وليد من قبل له
ومضت الايام وتعرف بمحمد وكان هو كأس النسيان الذى حاول ان يشربه فصار كأس الذكريات فلم ينفك يقارن بينه وبين وليد وفى كل موقف وفى كل حركه حتى وصل لمحمد انه مخطئ او غير مرضى لياسين ولم يعرف السر الا يوم قرأ هذه الكلمات على كتاب ياسين المفضل
لم يكن  للسر دلاله اكثر من تصرفات ياسين التى تفضحه وجعلت محمد تشك فى وجود اخر ولكنه عندما عرف واجه ياسين بما توصل اليه بان هناك قبله شخص مازال يستحوذ على قلبه فلم يستطع  ياسين ان يخفى ماهو ظاهر فاثر الابتعاد عن محمد فهو يعذبه بلا طائل وعلاقتهم ما كانت الا لنسيان اطلال علاقه اخرى
ليبقى ياسين وحيدا فى غربته
 وحيدا فى حبه
 وحيدا فى دنيته
يكاد ان ينتحر من فرط احساسه بالغربه فلا يجد الا العمل عزاء له عن احباءه
فينخرط فى العمل بلا توقف حتى تكل الاله ولا يكل هو ليترقى ويحصد المراتب الاعلى فى عمله ويعود لمصر بعد غيبه سنين طويله ومازال قلبه يحمل تيمه وليد الذى لم ينساه للحظه ومازالت النظره فى عينه تجاه خطيبته هى المسيطره عليه ولا يكاد ينساها فيصمم العوده لبلدتهم الاصليه ويصمم ان يمر بكل مكان قد مروا به فلقد مرت ست سنوات ومازالت البلد كما هى لم تمتد اليها يد التغيير كثيرا وتمر الايام ووليد لم يظهر ولا زوجته ولا احد اطفاله فلقد صار ينظر للاطفال ظنا منه ان سيجد ابن وليد او ابنته ولكن الصدف التى قتلته ابت ان تظهر له مره اخرى
حتى مل ياسين البحث عن حبه الحقيقى الذى لم يفارقه يوم ولم يبعد عنه لحظه فيتذكر مكان لم يذهب اليه نهائيا فى رحله البحث الاخيره
انه قبر والده الذى طالما ذهبا اليه فيعزم على الذهاب اليه لقراءه الفاتحه له بعد صلاه الجمعه وما ان يصلى الجمعه وينطلق الى المقابر وسط حشود الجنازات فى تلك البلد محاولا ان يخترق اى من تلك الجنازات حتى يصل الى مكان قصى فيتامل شاهد والد وليد ويقرأ له الفاتحه وهو يتذكر كيف كان يبكى وليد وكيف كان محافظا على حضوره هنا وما ان ينتهى ليمر بمقابر اسرته يلحظ شيئ غريب
مقبره جديده ما ان يقرئ ما هو مدون عليها حتى يشعر بان الارض تدور من تحته وان عينه تخون ويحاول ان يجاهد ليقرأ الكلمات والحروف مرار وتكرار ولكنها لم تكن تحمل الا معنى واحد
معنى لم يكن ليتحمله انه ابن وليد قد توفى وهو ابن سنتين فتنحدر من عينه دمعات اسفا على حال خليله وقد تخيله وهو يشيع جثمان ابنه
هل بكى كثيرا؟ 
ام كان متماسك كعادته؟
هل شعر بالذنب وانه قصر فى حق ابنه؟
ماذا كيف مات وماذاكان رد فعل وليد؟
تسارعت تلك الاسئله الى رأسه فشعر بالصداع والاسف وتمنى لو كان موجودا ليحتضن وليد عندما مات ابنه ووقف بجواره فى العزاء وتمنى لو انه لم يمت فلاعتبره ابن له ووضع حب وليد فيه فهو متيقن انه سيكون شبه وليد
لم يجد بدا وضغط على كرامته بدافع يرضيه وهو الاطمئنان عليه واتصل برقم بيته القديم لترد عليه والدته وطبعا لا تتذكره فقط يعلى نحيبها عندما يذكر انه يريد ان يعزى وليد وان صديقه من زمن ولكنه سافر فطلبت منه طلب بدا له بديهيا ان يقف بجواره واعطته عنوان بيته الجديد
يذهب ياسين فى العنوان فيصدم عندما نزل من التاكسى فذلك هو شارعهم المفضل الذى كانا لا يخرجان الا ليقضيا الوقت هناك فقط تغير اسمه من شارع البحر الى شارع مبارك فيصعد ياسين تلك البنايه الجديده ويقرع الباب ولا يرد أحد فيقرعه مرارا وتكرار فلا يجيب أحد ولكنه يقرع بشده اكبر وكانه يريد اقتحام البيت وكانه ظن ان وليد راءه من الداخل ويأبى ان يفتح له ولكن تخرج له امرأه من باب مجاور يبدو علي وجهها ان من رصدات الحركه الموجوده فى كل دور فيسالها عن وليد فتخبره انه بالمسجد وزوجته عند والدتها فينزل للمسجد الموجود تحت البنايه


يدخل المسجد فيصدمه ريح بارد طبيعى مفاجئ فى مثل ذلك الوقت من اليوم فيعطيه احساس بالهدوء والراحه جعلته يشعر ان مهمته سهله فيبدأ فى البحث عن وليد فى المسجد وسط الفلول الباقيه به فينظر الى ركن بعيد فيجد وقد فعلت فيه السنون لعبتها الاثيره فحفرت على وجهه تجاعيد ظهرت اكثر وهو مركز فى المصحف الذى يقرأ من ونظاره لم يكن يستخدمها ولحيه صغيره لم يكن ليطيلها قبلا
شعوره بأن وليد تغير جذريا خفف من حده مشاعره فبدت وكأنه لشبيه الجالس امامه فشجعه ذلك على الأقتراب دون ان تغتمره مشاعر الرهبه من لقاء بعد فراق سنين عديده فيقترب منه ويربت على كتفه من الخلف ليستدير وليد بوجهه الى الاعلى لتظهر زبيبه الصلاه على غرته فتزيد اختلافه حده
فما ينظر اليه حتى يتهلل وجه وليد الأبيض من اثر الوضوء والصلاه والزلفى من الله بعد ابتعاد سنين عنه فيقوم ويقف بجوار ياسين الذى تغير هو الأخر فلقد ظهرت عليه علامات الغنى والمستوى الأجتماعى الذى اضحى فيه وان بدت بعض التجاعيد فى الزحف اسفل عينيه وتحول الى اللون الأسمر من اثر العمل فى الخارج لسنوات


ساد صمت ثقيل فى تلك البقعه من المسجد كذلك الصمت الذى ساد فى تلك الشقه فى المحافظه البعيده التى كانا يشاركان السكن فيها بعد ان القى وليد قنيلته فنظر اليه ياسين فى صمت باكى وقال له
_ليه عملت فيا كده؟
_لا يا ياسين ان معملتش حاجه وحشه فيك ده حقى
_انا عارف انه حقك بس انا مش عارف ليه انا حاسس بجرح شديد كده اكيد فى حاجه غلط والا مكنتش أتالمت كده
_ياسين يا حبيبى انا..
_اسكت خالص واياك تجيب اسمى او كلمه حبيبى على لسانك 
_مش فاهم كلامك
_زى مسمعت كده الامر انتهى والف مبروك يا بشمهندس
وقام ياسين بسرعه ليحضر شنطه ملابسه ويجمع اغراضه فامسك وليد بيده فى قوه وصرخ فيه وقال
_انت عارف انت بتعمل ايه؟
فرد ياسين فى استهزاء مصطنع ينافى قلبه المرتجف ودمعته التى تتراقص فى مقلتيه
_ايوه عارف بلم هدومى
_لا انت بتهد اقوى علاقه انت عملتها فى حياتك  
 _وان يكن يخى انا عاوز ابعد وانساك انا تعبان بجد من الى انت عملته
ثم يستطرد وكانه يستطيع الدفاع عن نفسه او تذكر ان من حقه الدفاع قائلا
_وانت مش عارف انت بتعمل ايه فيا؟
صمت وليد ليكمل ياسين وقد توقف عن الحركه ونظر فى عينيه لتنساب دمعات ياسين المحتبسه فى هدوء 
 _لما اسيب بلدى واجى اشتغل شغلانه هنا نص كوم علشان بس اكون معاك ابئه مش بحبك ولما اضحى بمستقبلى علشان افضل معاك مكنش بحبك
_انا ضحيت علشان العلاقه دى تستمر ومدورتش على حقوقى ووهبت نفسى للعلاقه دى ولكن انت انانى عاوز حقوقك كلها وبس ومش مهم ياسين هو هيتأقلم وخلاص
_اتعودت تتحكم وتؤمر فتطاع وادى النهايه يا وليد ضيعتنى من ايديك
فيحاول وليد ان يخفف الامر فيحتضن ياسين الباكى
_يا حبيبى صدقنى الى حصل ده كان هيحصل عاجلا او اجلا سواء منى او منك
فيخرج ياسين من حضنه ويساله
_ليه؟
_لان ضغط الاهل بيكون قوى
_ضغط الاهل فى 3 شهور انت مفكرنى مش عارفك وعارف تفكير اهلك الى زى الأجانب وعارف اد ايه انت شخصيتك قويه معاهم ميقدروش يؤثروا عليك
_يعنى ايه الكلام ده
_يعنى انك حبيتها وانا مليش مكان فى قلبك
دار هذا الحوار كله فى عقل وليد وماحدث بعده من حوادث وزواجه السريع وانتقاله لعمل اخر فى بلدته الاصليه وكيف ظل يبحث عن طيف ياسين فى كل مكان فكان ياسين له كالشيئ الذى لا تشعر به الا عندما تفقده فسكن فى الشارع الذى كان يحبه ياسين وظل يتجول فى الاماكن التى كان يحبها واحتفظ بشقتهم المشتركه وظل يذهب اليها من حين للاخر حتى مات ابنه فجأه
دور سخونيه ومات دون اى مقدمات فالامر تم فى ساعات ووسط عويل النساء  وانتحاب الرجال فى صمت شعر بالصدمه فى اعماق نفسه ثقيله لدرجه لا يمكن البوح بها فلم يتذكر الا وجه ياسين وكم تمنى ان يكون بجواره فهو يفهمه ويستطيع التخفيف عنه
وبعد ان مات ابنه ذهبت البركه وظهرت المشاكل فى البيت فالاثنان يشعران بان لعنه اصابت البيت عندها مات ابنهم ويحاولان الهروب واختفى الحب وعاد يتذكر ياسين اكثر وأكثر حتى ضاق الحال به واسودت الدنيا فى عينيه فلم يجد مكان يذهب اليه الا للمسجد الذى يقطن هو فوقه ولم يذهب له مره وعندما دخل المسجد وتوضئ وبدا الصلاه انهمرت دموعه ونسى همومه فظل يصلى ويصلى حتى شعر ان غسل كل هموم السنون فخرج بصدر رحب وعقل متفتح وكانه ولد من جديد ليواجه حياته الخربه خطوه بخطوه حتى استطاع ان تعود لسابق عهدها ويرزق بامنيه ويترقى فى عمله وينسى ياسين فلقد اتخذ امر علاقتهم منحى اخر
الا وهو النظره الدينيه للامر فظل يستغفر كثيرا وكثيرا لما فعله مع ياسين ودعا الله لياسين بالمغفره والهدايه بظاهر الغيب فهو لا يعرف اين اختفى حتى عود نفسه على نسيان ما حدث بينهما
ولكن ياسين اليوم امامه وبدا لوليد ان شيئ مما خباه او نساه قد اختبئ او اتنسى فلقد عاد قلبه نابضا مره اخرى بحب يعتقد انه محرم فيستمد وليد من قوه المسجد ليضيف الى قوته فهو فى لحظه اختبار حقيقيه لما فعله طوال السنين الفائته من بعد موت ابنه فتبدل وجهه من البشر والسعاده الى الوجه البارد الذى لا تستشف منه مشاعر
فبادر ياسين الحوار قائلا فى صوت خفيض
_البقاء لله
_البقاء لله
_انا متاسف اوى انى مقدرتش اجى اصلى كنت مسافر ومعرفتش الا امبارح
_وعرفت منين؟
_كنت بزور المقابر وقلت ازور قبر والدك فوجدت قبر ابنك
سقط قلب وليد فى قدميه وقد توقع لماذا اتى ياسين فلقد اتى لانه عرف ان ابنه كان يحمل اسم ياسين فعرف ان وليد لا زال يحبه بعد تلك السنون ولكن مالايعرفه وليد ان ياسين لم يلحظ ذلك على شاهد القبر فلقد كانت صدمته على فقدان ابن حبيبه اقوى من ان يعى شيئ اخر فى تلك اللحظه
_عموما يا ياسين شكر الله سعيكم
_انت عامل ايه يا وليد؟
_الحمد لله
_احكيلى ايه الى حصلك وعملت ايه بعد مسبنا بعض
يكتم قلبه ويقيده بكل طاقته عندما ينطق محاولا ان ينهى هو ذلك الاختبار باقصى سرعه
_انا قايم اصلى وعلطول بعدها ورايا شغل مهم
ممكن نتكلم وقت تانى يا استاذ ياسين
انا اسف والله بس انت جيت فى وقت مش مناسب ومكان مش مناسب
قالها فى برود يستحق عليه جائزه الأوسكار بأقتدار فلقد كان يقولها هو يتمنى لو يحتضن ياسين لأخر مره
كانت الطعنه نجلاء ونافذه للقلب فقتلته  فى ضربه واحده فنظر اليه نظره اخيره وسلم عليه وانصرف وبينما قام وليد ليصلى استدار ياسين يدارى دمعته التى انتظرت عشر سنوات لتسقط استكمالا لما حدث فى شقتهم المشتركه فيصطدم باحد الاشخاص الداخلين المسجد فيجده اخو وليد وما ان يرى ياسين حتى يعرفه ويسلم عليه ياسين فى حب تمنى لو كان وليد هو من قابله كذلك فقال له ابراهيم
_سلمت على ابو ياسين يا ياسين؟
صدم ياسين مما سمعه وتذكر الشاهد ووعى شيئين اسم ياسين على الشاهد واللحيه وزبيبه الصلاه على وجه وليد ففهم الأمر فى ثوانى فاكمل وهو مازال شاردا
_اه الحمد لله
واتبع
_انا مضطر امشى وعاوزك تقول لوليد حاجه 
 بعد ان انهى وليد صلاته وقد  غطى وجهه الدموع مما حدث وجد ابراهيم امامه وعلى وجهه الدهشه وقال له
_فى ايه يا شيخنا؟
_مافيش يا هيما
_لا انا عارف كل حاجه
_خير يا كرومبو؟
_علشان شفت حبيبك ياسين
صدم وليد مما سمعه  ولم يستوعب الامر فاثر السكوت تاركا للسان ابراهيم الاكمال
_لانه فكرك بابنك ياسين انا اصلا من زمان عارف ان ياسين اعز صاحب ليك وعلشان كده سميت ابنك على اسمه
ارتاح قلب وليد ليكمل ابراهيم
_هو بيقولك البقاء لله يا شيخ وليد فى ابنك ياسين
يقف ياسين تحت العماره حتى يستطيع ان يوقف تاكسى ليفاجئ بغريمته فى حجابها الهادئ وطفلتها الجميله وهى تحمل بعض الاغراض وتبعث ببنتها لتنادى ابيها وبينما هو يراقب ذلك الامر يخرج وليد من المسجد وكانه يريد توديع ياسين فيصطدم بابنته فيحتضنها ويبتناسى توديع ياسين الذى كان قد ركب التاكسى ورحل عن تلك البقعه من ماضيه دون ان ينظر للخلف ليرى وليد يحمل ابنته وزوجته أمامه وينظر تجاه ياسين بنظره لطالما تمناها ياسين وحلم بها 





















؟