I made this widget at MyFlashFetish.com.

الأربعاء، 2 يونيو 2010

لا تقل الوداع





لا تقل الوداع فلربما كان للقاءنا فرصه
فلا تبتعد وتقسى فلربما شاءت الاقدار الملتقى
ولا تقطع اوراقى فلربما اشتاقت عيناك لهم
ولا تهجر المقهى الذى ارتدناها سويا فلربما نلتقى فيه
ولا تنسانى فهل تنسى من بالدم محياه




كانت هذه الكلمات مكتوبه على ظهر الكتاب الذى استعاره محمد من ياسين واثارت بداخله كم هائل من المشاعر الحزينه التى بدورها دفعت دمعتين من عينيه لينسابا بسهوله على تلك الكلمات مكمله لحاله الحزن التى انتابته عندما عرف سر صمت وصدمه حبيبه والذى طالما حاول فك طلاسمها من يوم قدموا الى تلك البلد العربيه
لم يكن محمد يعرف ياسين جيدا كل ما عرفه عنه كانت تلك الابتسامه التى لمحها على محياه عندما رأه فى ذلك الاختبار الذى تلهف الكثير من الشباب الى الذهاب اليه للحصول على تلك الفرصه الذهبيه فى بلاد النفط العربيه وتلك النظره التعيسه التى ملئت وجهه العبوس يوم ظهور كشف المقبولين واحراز اسمه المقدمه فى ذلك الكشف
ووسط تهليل الجميع ممن قبلوا فى تلك الوظائف كان ياسين مهموما لدرجه متناقضه...لدرجه لم تجعله ان يمثل الفرح فى ذلك اليوم الذى سعا اليه كثيرا ومن اجله ضحى كثيرا
ضحى بالحب وعلاقه دامت ثلاث سنوات تحمل فيهم كثيرا واساء فيهم كثيرا ولكن العلاقه استمرت متحمله على أساس صلب من الحب والتفاهم  ولم ينقص حبه لوليد فى يوم من الايام رغم ظروف ياسين المتضاربه من تنقله من عمل لعمل بينما كان وليد يحصد الترقيات فى عمله ولكن لم يكن للغيره موضع بينهم ابدا فكان حاله الاكتفاء بينهم كبيره ومراعاه ظروف الاخر هى السائده لدرجه جعلتهم يفكرون الأنتقال لمسكن واحد بسبب ترقى وليد لمحافظه بعيده واستطاع ياسين ان يجد عمل هناك فى شركه متواضعه وفعلا تمت  تلك الخطوه بنجاح
لم يتصوروا كيف كانت تلك الخطوه لها مفعول السحر على علاقتهم فبينما فى الاول زادت المشاكل بسبب تباين الطباع الا ان الحب تدخل مره اخرى ليجعل التفاهم هو سيد الموقف وبالتعود استطاعا ان يتغلبوا على كثير من الاختلافات فاستطاع ياسين تعلم ان يغسل اطباقه وتعلم وليد ان يطبخ لاثنين وتعلموا كيف انجاز امورهم مبكرا ليله الخميس حتى يستطيعا النزول مبكرا للتنزه وتعودا الصبر يوم الجمعه والسبت عندما يعودوا الى محافظتهم الاصليه وينفصل فقط ليومين عن بعض ثم تعلما بعد ذلك كيف يكذبان لينعما بالجمعه والسبت فى بيتهم المتواضع فكانا لا يتحركان منه ولا يخرجان فيظن الاخرين انهم فى محافظتهم
مضت الايام ولكنها متقلبه فاذا بوليد وامه تصمم ان يأتى وان لا يفعل كالعاده ويتغيب فى اجازته عنهم وعندما يذهب لبيته يكتشف السر فى بيت اخر الا وهو بيت صديقه امه المقربه وخصوصا عندما كان يجلس بغرفه الاستقبال لتخرج عليه بنورها البهى وتضحك فى خجل وهى تحمل اكواب العصير المثلجه التى تقطر ندى كمثل الذى يتساقط على جبينها من الخجل فجلست ونظرت اليه ولم يكن الامر يحتاج جهدا خارقا حتى يتبين ان تلك هى سر اصرار امه على مجيئه ابن صديقتها فلقد خلبت قلبه ذلك القلب المضاء بنور قناديل حب ياسين الخافته اقتحمته هى بكاشفات خجلها الحارقه ونعومتها التى سرقت قلبه مره اخرى
عاد وليد هذه المره الى مسكنهم المشترك ولكن بفكر مشغول وخوف شديد من رد فعل ياسين عن ما فعله وبعد شهور  بعد ان تطور الامر معاها كثيرا يقرر ان يصارحه ولكن ياسين لم يكن يحتاج الى كل هذه المقدمات من العشاء الفاخر والجو الرومنسى والشموع فنظر الى وليد وضحك وقال
_انا حبيتك يا وليد لأنك بسيط ومافيش عندك ابتذال
فصمت وليد الذى كان يشعر بالسخف الشديد لما يفعله الان بينما تابع ياسين
_فى ايه يا ولد انا عاوزك تقول ايه الى مغيرك كده
فصمت وليد واطال الصمت والأفكار تتنازع فى رأسه عن ماذا سيقول لياسين هل يقول له انى خطبت واتفقت على كل شيئ دون ان اخبره هل ان الاوان لاكشف سر تغيرى فى الثلاث شهور الاخيره
هل سيتقبل الامر وان تقبله هل سيرضى عندما يعرف بحبها الذى القى بشباكه على قلبه واضاء بنوره القوى قلب مضاء بقناديل خافته ولكنها استمرت ثلاث سنوات وتستطيع الاكمال لغيرهم
ان الامر اشبه برجل متزوج وبصدد اخبار زوجته التى عاشت له بانه سيتزوج اخرى ولكن ياسين رجل وسوف يتحمل الأمر وأن كان سيتالم قليلا ولكن ذلك الوضع لم يكن ليستمر كثيرا فيوم سوف يتزوج كل منهما وتقل علاقتهم فهما لم يتناقشا قط فى المراحل المقبله دعوا كل شيئ للظروف التى وقفت معاهم لفتره وان اوان ان يختبروا وجهها القاسى
_ياسين انا مش عارف هخبى عليك لحد امتى بس الى حصل فى الفتره الى فاتت
تتسارع الدقات فى قلب ياسين ويسرى شعور من القلق على تلك الطاوله ولكن دقائق وساد صمت ثقيل وكان ما قال كان من الصدمه ليجعل من الكلام مشقه كبيره وبعد نصف ساعه يفتح باب الشقه ويقفل فى هدوء
 انه ياسين لم يتحمل الأمر
لم يتحمل ان حبيبه سيتزوج بعد شهور قليله وعلى ان يتقبل الأمر ,يطلب منه وليد تضحيه جديده ولايعرف بان ياسين لم ينتهى من تضحيته الأولى بأن استمر معه فى تلك البلد النائيه فى وظيفه حقيره من اجل البقاء معه
وعاد ياسين لبلده واول مافعله اتصل بصديقه رامى ليتأكد اذا كان اعلان الوظيفه الذى حدثه عنه انتهى ام لا فوجد انه تبقى عليه ايام فيحضر اوراقه مسرعا ويستحق الالتحاق بها ليكون عليه ان يحضر اوراقه للسفر بعد شهر واحد
وعندما حان ميعاد السفر كان حافزه انه سيرد القلم لحبيبه وسينتقم منه فعلى قدر الحب يكون الكره ولكن هل كره ياسين وليد بالعكس لقد احبه اكثر فلقد ظهر مقدار حبه عندما شعر انه سيضيع منه
وبدأ يتسرب لداخله احاسيس لم يكن ليتعرف عليها قبلا ولم يختبرها من قبل فبدأ يتسأل عن كنه التى خطفته منه ؟
وهل هى جميله؟
هل تحبه؟
والاهم هل يحبها؟
 أم انها استغلته كصيد لزوج ممتاز؟
فيض عارم من الاسئله كان يعصف بباله فى  نلك النهار فى بلدته وخصوصا فى ذلك الحى الذى طالما اعتاد ان يذهب اليه مع وليد 
لم يعرف ياسين هل استحضر وليد عندما فكر فيه وذلك عندما راءه ينعطف من شارع جانبى الى شارعهم الذى كان يجمعهم فما ان راءه حتى تبدد حزنه وانتهى كل الكره المصطنع من قلبه ليحل مكانهم الشوق ولهفه اللقاء وكأن شيئ لم يكن
 ولكنه يشعر بخنجر ذو نصل سام يخترق قلبه فى عنف عندما يراها بحمالها وهدؤها
انها غريمه من النوع الذى تحبه ولا تستطيع ان تحرك بداخلك اى مشاعر سلبيه لها فلقد كانت تتبعه بخطوات كانت هى المسافه مابين فرحه وانكساره فما ان راءهم سويا نظر الى عين وليد فلم يكن ينظر اليه وانما كان ينظر لها وكان هى كل ما فى الحياه ولا يستطيع ان يحيد ببصره بعيد عن قبلتها 


ينسحب بسرعه ويدخل فى اول شارع جانبى ليوقف اول تاكسى يقابله لينعطف من شارعهم السابق فينظر للخلف ليرمقه للمره الاخيره ويشعر بالسكين الذى اخترق قلبه بانه يد حانيه تتلمسه فلقد شعر ان وليد سعيد وهذا يكفيه ليطمئن عليه وان كان هو تعيس
ويسافر ياسين دون ان يودع وليد وبعد ان غير هاتفه واقامته عند اسرته ليجلس مع خاله فلقد حرم وليد من حق توديعه او ان يعتذر ولكن ياسين لم يتذكر من الثلاث سنوات الا يوم راءه ينظر لها تلك النظره التى لم يراها فى عين وليد من قبل له
ومضت الايام وتعرف بمحمد وكان هو كأس النسيان الذى حاول ان يشربه فصار كأس الذكريات فلم ينفك يقارن بينه وبين وليد وفى كل موقف وفى كل حركه حتى وصل لمحمد انه مخطئ او غير مرضى لياسين ولم يعرف السر الا يوم قرأ هذه الكلمات على كتاب ياسين المفضل
لم يكن  للسر دلاله اكثر من تصرفات ياسين التى تفضحه وجعلت محمد تشك فى وجود اخر ولكنه عندما عرف واجه ياسين بما توصل اليه بان هناك قبله شخص مازال يستحوذ على قلبه فلم يستطع  ياسين ان يخفى ماهو ظاهر فاثر الابتعاد عن محمد فهو يعذبه بلا طائل وعلاقتهم ما كانت الا لنسيان اطلال علاقه اخرى
ليبقى ياسين وحيدا فى غربته
 وحيدا فى حبه
 وحيدا فى دنيته
يكاد ان ينتحر من فرط احساسه بالغربه فلا يجد الا العمل عزاء له عن احباءه
فينخرط فى العمل بلا توقف حتى تكل الاله ولا يكل هو ليترقى ويحصد المراتب الاعلى فى عمله ويعود لمصر بعد غيبه سنين طويله ومازال قلبه يحمل تيمه وليد الذى لم ينساه للحظه ومازالت النظره فى عينه تجاه خطيبته هى المسيطره عليه ولا يكاد ينساها فيصمم العوده لبلدتهم الاصليه ويصمم ان يمر بكل مكان قد مروا به فلقد مرت ست سنوات ومازالت البلد كما هى لم تمتد اليها يد التغيير كثيرا وتمر الايام ووليد لم يظهر ولا زوجته ولا احد اطفاله فلقد صار ينظر للاطفال ظنا منه ان سيجد ابن وليد او ابنته ولكن الصدف التى قتلته ابت ان تظهر له مره اخرى
حتى مل ياسين البحث عن حبه الحقيقى الذى لم يفارقه يوم ولم يبعد عنه لحظه فيتذكر مكان لم يذهب اليه نهائيا فى رحله البحث الاخيره
انه قبر والده الذى طالما ذهبا اليه فيعزم على الذهاب اليه لقراءه الفاتحه له بعد صلاه الجمعه وما ان يصلى الجمعه وينطلق الى المقابر وسط حشود الجنازات فى تلك البلد محاولا ان يخترق اى من تلك الجنازات حتى يصل الى مكان قصى فيتامل شاهد والد وليد ويقرأ له الفاتحه وهو يتذكر كيف كان يبكى وليد وكيف كان محافظا على حضوره هنا وما ان ينتهى ليمر بمقابر اسرته يلحظ شيئ غريب
مقبره جديده ما ان يقرئ ما هو مدون عليها حتى يشعر بان الارض تدور من تحته وان عينه تخون ويحاول ان يجاهد ليقرأ الكلمات والحروف مرار وتكرار ولكنها لم تكن تحمل الا معنى واحد
معنى لم يكن ليتحمله انه ابن وليد قد توفى وهو ابن سنتين فتنحدر من عينه دمعات اسفا على حال خليله وقد تخيله وهو يشيع جثمان ابنه
هل بكى كثيرا؟ 
ام كان متماسك كعادته؟
هل شعر بالذنب وانه قصر فى حق ابنه؟
ماذا كيف مات وماذاكان رد فعل وليد؟
تسارعت تلك الاسئله الى رأسه فشعر بالصداع والاسف وتمنى لو كان موجودا ليحتضن وليد عندما مات ابنه ووقف بجواره فى العزاء وتمنى لو انه لم يمت فلاعتبره ابن له ووضع حب وليد فيه فهو متيقن انه سيكون شبه وليد
لم يجد بدا وضغط على كرامته بدافع يرضيه وهو الاطمئنان عليه واتصل برقم بيته القديم لترد عليه والدته وطبعا لا تتذكره فقط يعلى نحيبها عندما يذكر انه يريد ان يعزى وليد وان صديقه من زمن ولكنه سافر فطلبت منه طلب بدا له بديهيا ان يقف بجواره واعطته عنوان بيته الجديد
يذهب ياسين فى العنوان فيصدم عندما نزل من التاكسى فذلك هو شارعهم المفضل الذى كانا لا يخرجان الا ليقضيا الوقت هناك فقط تغير اسمه من شارع البحر الى شارع مبارك فيصعد ياسين تلك البنايه الجديده ويقرع الباب ولا يرد أحد فيقرعه مرارا وتكرار فلا يجيب أحد ولكنه يقرع بشده اكبر وكانه يريد اقتحام البيت وكانه ظن ان وليد راءه من الداخل ويأبى ان يفتح له ولكن تخرج له امرأه من باب مجاور يبدو علي وجهها ان من رصدات الحركه الموجوده فى كل دور فيسالها عن وليد فتخبره انه بالمسجد وزوجته عند والدتها فينزل للمسجد الموجود تحت البنايه


يدخل المسجد فيصدمه ريح بارد طبيعى مفاجئ فى مثل ذلك الوقت من اليوم فيعطيه احساس بالهدوء والراحه جعلته يشعر ان مهمته سهله فيبدأ فى البحث عن وليد فى المسجد وسط الفلول الباقيه به فينظر الى ركن بعيد فيجد وقد فعلت فيه السنون لعبتها الاثيره فحفرت على وجهه تجاعيد ظهرت اكثر وهو مركز فى المصحف الذى يقرأ من ونظاره لم يكن يستخدمها ولحيه صغيره لم يكن ليطيلها قبلا
شعوره بأن وليد تغير جذريا خفف من حده مشاعره فبدت وكأنه لشبيه الجالس امامه فشجعه ذلك على الأقتراب دون ان تغتمره مشاعر الرهبه من لقاء بعد فراق سنين عديده فيقترب منه ويربت على كتفه من الخلف ليستدير وليد بوجهه الى الاعلى لتظهر زبيبه الصلاه على غرته فتزيد اختلافه حده
فما ينظر اليه حتى يتهلل وجه وليد الأبيض من اثر الوضوء والصلاه والزلفى من الله بعد ابتعاد سنين عنه فيقوم ويقف بجوار ياسين الذى تغير هو الأخر فلقد ظهرت عليه علامات الغنى والمستوى الأجتماعى الذى اضحى فيه وان بدت بعض التجاعيد فى الزحف اسفل عينيه وتحول الى اللون الأسمر من اثر العمل فى الخارج لسنوات


ساد صمت ثقيل فى تلك البقعه من المسجد كذلك الصمت الذى ساد فى تلك الشقه فى المحافظه البعيده التى كانا يشاركان السكن فيها بعد ان القى وليد قنيلته فنظر اليه ياسين فى صمت باكى وقال له
_ليه عملت فيا كده؟
_لا يا ياسين ان معملتش حاجه وحشه فيك ده حقى
_انا عارف انه حقك بس انا مش عارف ليه انا حاسس بجرح شديد كده اكيد فى حاجه غلط والا مكنتش أتالمت كده
_ياسين يا حبيبى انا..
_اسكت خالص واياك تجيب اسمى او كلمه حبيبى على لسانك 
_مش فاهم كلامك
_زى مسمعت كده الامر انتهى والف مبروك يا بشمهندس
وقام ياسين بسرعه ليحضر شنطه ملابسه ويجمع اغراضه فامسك وليد بيده فى قوه وصرخ فيه وقال
_انت عارف انت بتعمل ايه؟
فرد ياسين فى استهزاء مصطنع ينافى قلبه المرتجف ودمعته التى تتراقص فى مقلتيه
_ايوه عارف بلم هدومى
_لا انت بتهد اقوى علاقه انت عملتها فى حياتك  
 _وان يكن يخى انا عاوز ابعد وانساك انا تعبان بجد من الى انت عملته
ثم يستطرد وكانه يستطيع الدفاع عن نفسه او تذكر ان من حقه الدفاع قائلا
_وانت مش عارف انت بتعمل ايه فيا؟
صمت وليد ليكمل ياسين وقد توقف عن الحركه ونظر فى عينيه لتنساب دمعات ياسين المحتبسه فى هدوء 
 _لما اسيب بلدى واجى اشتغل شغلانه هنا نص كوم علشان بس اكون معاك ابئه مش بحبك ولما اضحى بمستقبلى علشان افضل معاك مكنش بحبك
_انا ضحيت علشان العلاقه دى تستمر ومدورتش على حقوقى ووهبت نفسى للعلاقه دى ولكن انت انانى عاوز حقوقك كلها وبس ومش مهم ياسين هو هيتأقلم وخلاص
_اتعودت تتحكم وتؤمر فتطاع وادى النهايه يا وليد ضيعتنى من ايديك
فيحاول وليد ان يخفف الامر فيحتضن ياسين الباكى
_يا حبيبى صدقنى الى حصل ده كان هيحصل عاجلا او اجلا سواء منى او منك
فيخرج ياسين من حضنه ويساله
_ليه؟
_لان ضغط الاهل بيكون قوى
_ضغط الاهل فى 3 شهور انت مفكرنى مش عارفك وعارف تفكير اهلك الى زى الأجانب وعارف اد ايه انت شخصيتك قويه معاهم ميقدروش يؤثروا عليك
_يعنى ايه الكلام ده
_يعنى انك حبيتها وانا مليش مكان فى قلبك
دار هذا الحوار كله فى عقل وليد وماحدث بعده من حوادث وزواجه السريع وانتقاله لعمل اخر فى بلدته الاصليه وكيف ظل يبحث عن طيف ياسين فى كل مكان فكان ياسين له كالشيئ الذى لا تشعر به الا عندما تفقده فسكن فى الشارع الذى كان يحبه ياسين وظل يتجول فى الاماكن التى كان يحبها واحتفظ بشقتهم المشتركه وظل يذهب اليها من حين للاخر حتى مات ابنه فجأه
دور سخونيه ومات دون اى مقدمات فالامر تم فى ساعات ووسط عويل النساء  وانتحاب الرجال فى صمت شعر بالصدمه فى اعماق نفسه ثقيله لدرجه لا يمكن البوح بها فلم يتذكر الا وجه ياسين وكم تمنى ان يكون بجواره فهو يفهمه ويستطيع التخفيف عنه
وبعد ان مات ابنه ذهبت البركه وظهرت المشاكل فى البيت فالاثنان يشعران بان لعنه اصابت البيت عندها مات ابنهم ويحاولان الهروب واختفى الحب وعاد يتذكر ياسين اكثر وأكثر حتى ضاق الحال به واسودت الدنيا فى عينيه فلم يجد مكان يذهب اليه الا للمسجد الذى يقطن هو فوقه ولم يذهب له مره وعندما دخل المسجد وتوضئ وبدا الصلاه انهمرت دموعه ونسى همومه فظل يصلى ويصلى حتى شعر ان غسل كل هموم السنون فخرج بصدر رحب وعقل متفتح وكانه ولد من جديد ليواجه حياته الخربه خطوه بخطوه حتى استطاع ان تعود لسابق عهدها ويرزق بامنيه ويترقى فى عمله وينسى ياسين فلقد اتخذ امر علاقتهم منحى اخر
الا وهو النظره الدينيه للامر فظل يستغفر كثيرا وكثيرا لما فعله مع ياسين ودعا الله لياسين بالمغفره والهدايه بظاهر الغيب فهو لا يعرف اين اختفى حتى عود نفسه على نسيان ما حدث بينهما
ولكن ياسين اليوم امامه وبدا لوليد ان شيئ مما خباه او نساه قد اختبئ او اتنسى فلقد عاد قلبه نابضا مره اخرى بحب يعتقد انه محرم فيستمد وليد من قوه المسجد ليضيف الى قوته فهو فى لحظه اختبار حقيقيه لما فعله طوال السنين الفائته من بعد موت ابنه فتبدل وجهه من البشر والسعاده الى الوجه البارد الذى لا تستشف منه مشاعر
فبادر ياسين الحوار قائلا فى صوت خفيض
_البقاء لله
_البقاء لله
_انا متاسف اوى انى مقدرتش اجى اصلى كنت مسافر ومعرفتش الا امبارح
_وعرفت منين؟
_كنت بزور المقابر وقلت ازور قبر والدك فوجدت قبر ابنك
سقط قلب وليد فى قدميه وقد توقع لماذا اتى ياسين فلقد اتى لانه عرف ان ابنه كان يحمل اسم ياسين فعرف ان وليد لا زال يحبه بعد تلك السنون ولكن مالايعرفه وليد ان ياسين لم يلحظ ذلك على شاهد القبر فلقد كانت صدمته على فقدان ابن حبيبه اقوى من ان يعى شيئ اخر فى تلك اللحظه
_عموما يا ياسين شكر الله سعيكم
_انت عامل ايه يا وليد؟
_الحمد لله
_احكيلى ايه الى حصلك وعملت ايه بعد مسبنا بعض
يكتم قلبه ويقيده بكل طاقته عندما ينطق محاولا ان ينهى هو ذلك الاختبار باقصى سرعه
_انا قايم اصلى وعلطول بعدها ورايا شغل مهم
ممكن نتكلم وقت تانى يا استاذ ياسين
انا اسف والله بس انت جيت فى وقت مش مناسب ومكان مش مناسب
قالها فى برود يستحق عليه جائزه الأوسكار بأقتدار فلقد كان يقولها هو يتمنى لو يحتضن ياسين لأخر مره
كانت الطعنه نجلاء ونافذه للقلب فقتلته  فى ضربه واحده فنظر اليه نظره اخيره وسلم عليه وانصرف وبينما قام وليد ليصلى استدار ياسين يدارى دمعته التى انتظرت عشر سنوات لتسقط استكمالا لما حدث فى شقتهم المشتركه فيصطدم باحد الاشخاص الداخلين المسجد فيجده اخو وليد وما ان يرى ياسين حتى يعرفه ويسلم عليه ياسين فى حب تمنى لو كان وليد هو من قابله كذلك فقال له ابراهيم
_سلمت على ابو ياسين يا ياسين؟
صدم ياسين مما سمعه وتذكر الشاهد ووعى شيئين اسم ياسين على الشاهد واللحيه وزبيبه الصلاه على وجه وليد ففهم الأمر فى ثوانى فاكمل وهو مازال شاردا
_اه الحمد لله
واتبع
_انا مضطر امشى وعاوزك تقول لوليد حاجه 
 بعد ان انهى وليد صلاته وقد  غطى وجهه الدموع مما حدث وجد ابراهيم امامه وعلى وجهه الدهشه وقال له
_فى ايه يا شيخنا؟
_مافيش يا هيما
_لا انا عارف كل حاجه
_خير يا كرومبو؟
_علشان شفت حبيبك ياسين
صدم وليد مما سمعه  ولم يستوعب الامر فاثر السكوت تاركا للسان ابراهيم الاكمال
_لانه فكرك بابنك ياسين انا اصلا من زمان عارف ان ياسين اعز صاحب ليك وعلشان كده سميت ابنك على اسمه
ارتاح قلب وليد ليكمل ابراهيم
_هو بيقولك البقاء لله يا شيخ وليد فى ابنك ياسين
يقف ياسين تحت العماره حتى يستطيع ان يوقف تاكسى ليفاجئ بغريمته فى حجابها الهادئ وطفلتها الجميله وهى تحمل بعض الاغراض وتبعث ببنتها لتنادى ابيها وبينما هو يراقب ذلك الامر يخرج وليد من المسجد وكانه يريد توديع ياسين فيصطدم بابنته فيحتضنها ويبتناسى توديع ياسين الذى كان قد ركب التاكسى ورحل عن تلك البقعه من ماضيه دون ان ينظر للخلف ليرى وليد يحمل ابنته وزوجته أمامه وينظر تجاه ياسين بنظره لطالما تمناها ياسين وحلم بها 





















؟

هناك 7 تعليقات:

AM.SA.CHANNEL يقول...

تقريبا تصفحت أغلب مواضيعك ..

و هذه القصة جميلة، و لكن أنا اللي أعرفه إنه إنسان مثلي صعب جدا أن يعاشر من غير جنسه فكيف لهذا الرجل أن قام بذلك و هذا هو كما هو معروف .. !!

فلذلك لم أقتنع كثيرا بالقصة، و لا أعتقد أن المثلي قد يحب إمرأة فجأة كزوجة له و يوافق إلا إذا كان هنالك ضغط من الأهل، و لو كان هنالك ضغط ل صدقت القصة .. !! و ياليتك زوجت حتى ياسين و أصلحت حال الإثنين ..


و لكن كإسلوب فإسلوبك مشوق جدا و رائع..

صحيح أنا لا أميل إلا المثليين و إلا عالمكم الغريب.. إلا أن أفكارك جيدة، و لكن أتمنى أن لا تطغى الأساليب الجنسية كثيرا في كل رواياتك..

و كقصة فإن إسلوبها رائع

DoD Aly يقول...

عزيزى توضيحا لاى شيئ فان الحب ليس له معايير وثقواعدج فعندما احبها احب انسانه هادئه رائعه بغض النظر عن كينونته الجنسيه او ميوله
اما عن الممارسه فالامر عادى ويحدث
ولاتنسى ان هناك كثيرا من المثليين مزدوجى الجنس لا يحتاجو لضغط حتى يتزوجوا انما يتمنوا ذاك الامر
وشخصيه البطل انانيه تريد ان تمتلك كل شيئ فلم تعبا بوجود ياسين فى حياتها حتى بحثت عن حب وتعلقت به
هذه حقك فن الا تميل لنا ولكن جهلك بنا يطغى على احكامك
مرحب بكم واتمنى ان تقرا ردى

AM.SA.CHANNEL يقول...

أكيد سأقرأه، أنا عندماأعلق على أي موضوع أحب أن أراجعه مره أخرى .. و أرى الرد، يمكن هنالك سؤال أو عرض وجهة نظر ..

أنا لم أتجاهلكم، لو تجاهلت لما قرأت نصف ما في المدونة، و حتى القصة التي حصلت في الباص قرأتها، و قرأت أغلب مواضيعك، و لكن كان ردي على هذه القصة..

و أنا لم أصدر عليكم حكم، إلا أني قلت " لا أميل إلى المثليين جنسيا "
لأني أرى من وجهة نظري أن تصرفاتهم خارج الطبيعة.. " هذه وجهة نظر " و الإختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية..

لكن في الزواج أنا كنت أقصد أن المثلي يصعب عليه أن يتزوج بأنثى، لأنه يميل إلى الرجال و كذالك الحال للمثليات جنسيا .. !! لو تزوجوا الأغلب يتطلقون .. و هذا مثبت علميا من يعاشر الرجال لا يستطيع أن يميل إلى أنثى و كذلك الحالم مع الأنثى ..

أنا لا أقصد هنا المشاعر، أقصد من يجرب الجنس ..

إلا أنني أشيد مرة أخرى، أن إسلوبك في القصـــة رائع جدا، و ناجح في كتابة القصص .. ماشاء الله ..

DoD Aly يقول...

اشكرك لمتابعتى
اريد فقط ان اسالك لما خصصت الذكر بقصتى بتاعه اتوبيس نقل عام
طبعا هى بالنسبه الك مش كويسه
عموما انا اسف انى اساءت فهمك
وبجد متشكر لمتابعتك واتمنى اراك دائما على صفحات مدونتى

AM.SA.CHANNEL يقول...

ذكرت هذه القصة لأني أول ما دخلت مدونتك رأيتك عامل سؤال هل تريد مني أن أكتب قصة جنسية مرة أخرى مثل أتوبيس نقل عام ..

فأحسست أن هذه القصة لاقت إعجابا كبيرا فقرأتها، و كأسلووب كانت رائعة، ولكن ياليتك لو لم تدخل إلى هذا العالم لوول " وجهة نظر "
أرجوا أن لاتزعل من رأيي لأن اليوم العرب أصبحوا لا يقبلون الرأي الآخر..

المهم أن تتعدد الآراء بدون جرح ..

و شكرا لك ..

كلمات حب يقول...

مآإروع مآإنتقيتيه لنآإ غآليتي..
إبيآإت إليييييمه..
كلي شغف لـ [ جديدك] ..
دمتِ بخير..

كلمات حب

http://zawag.alnaddy.com/blog/article/266180

كلمات حب يقول...

مآإروع مآإنتقيتيه لنآإ غآليتي..
إبيآإت إليييييمه..
كلي شغف لـ [ جديدك] ..
دمتِ بخير..
كلمات حب

http://zawag.alnaddy.com/blog/article/266180